اريل عروسة البحر:
كان يا ما كان في قديم الزمان، في أعماق البحار، فتاة من الحوريات، رائعة في الجمال، ذات شعر احمر طويل وعينين زرقاوين واسعتين، متمردة تحب الحياة، لا تحب تتقيد بالقوانين، تهوى كل ما هو غير مألوف، كانت تميل لجمع كل ما يخص من البشر، و وتحلم بأن تصبح بشرية، وتعيش خارج الماء. صعدت الحورية الجميلة اريل و صديقيها السمكة فلتة والسلطعون محارة كي يشاهدون إحدى السفن، و فرحوا جدا بأجواء الاحتفال الذي كان يملأ السفينة، فقد كان على متنها امير اسمه "عريق" و قد كان يحتفل بيوم ميلاده، و فجأة هبّت رياح عاتية وتعالت الأمواج ففقدوا السيطرة على السفينة لتتحطّم ويقع الأمير في البحر مغشيا عليه، حتى يكاد يغرق، فتسرع اريل إليه، و تسحبه من البحر الى الشاطئ.
وحين فتح عينيه رآها تنظر اليه، فصاحت فرحة: "انه يتنفس!" وفجأة سمعت نباح كلب و صوت احدهم يقترب منهما، فهربت الى البحر، كي لا يراها احد، و بذلك فلم يستطع الامير الحديث إليها او معرفة من تكون، فشغلت باله، و اعجب بها وحدث خادمه الذي جاء لاصطحابه عنها.
علم الملك بما حدث، فثار غضبا، و حطم كل الشياء التي جمعتها من مخلفات البشر، كي يعاقبها على فعلتها، و خوفا عليها من التمرد واذية نفسها، فبكت بشدة، تكسّر قلبها، و دخلت في دوامة من الاحباط، اقترب منها سمكتين شريرين مخيفتين، و قالا هامسين في اذنها: أن أحدا لن يحقق امانيك سوى "ارسوله"، فهي تملك قوى خارقة، وانت مسكينة مظلومة، تحتاجين للمساعدة!" فخافت اريل و قالت صارخة: "هل تقصدون جنية البحر؟"، و كانت ارسولة تريد استغلال حب اريل للأمير عريق، كي تنتقم من الملك والد اريل الذي نفى ارسولة، وقد تسبب بعداوة بينهما، وجعل في قلبها حقدا كبيرا عليه.
اريل و ارسولة:
خافت اريل و ترددت في بادئ الامر، الا انها خافت ان تكون هذه هي فرصتها الوحيدة لتصبح بشرية قريبة من الامير، فوافقت، وذهبت إلى ارسولة، بصحبة السمكتين الشريرتين، و لكن ارسولة اشترطت عليها اخذ صوتها ووضعه في قوقعة، مقابل تحويلها الى بشرية لمدة ثلاثة أيام، و في خلال الثلاثة ايام، يجب ان يقع الامير في حب اريل، ويعترف لها بقبلة، وان فشلت اريل بذلك، فستبقى نادمة لها للابد.
وبالفعل قبلت اريل، و تحولت الى شابة بشرية، ولكن لا تستطيع الكلام، فخرجت من الماء مسرعة و لفت نفسها بشراع سفينة كانت قد وجدته على جانب الشاطئ، وفجأة اقترب منها كلب كبير،فخافت و صعدت على صخرة محاولة الهرب منه، فأسرع الأمير لإبعاده عنها، غير انه لم يدرك ان الكلب يحاول ان يفهمه انها تلك الجميلة التي أخرجته من البحر.
لقد أحسّ عريق بشيء غريب حين رآها ولكن راوده الشك بانها ليست الشابة التي يبحث عنها، فهذه الفتاة لا تستطيع الكلام، بينهما سمع حبيبته تتكلم. حاولت اريل ان تشير بيديها لتعلمه بأن احدا سلب صوتها، و ايضا لم يفهم تلك الاشارات، ولكنه اصطحبها الى القصر كي يساعدها لتعود لمنزلها.
حين وصلت الى القصر احبها الجميع، و اخذت حماما، ثم غيرت ملابسها، و سرحت شعرها، حتى ذهل الجنيع بجمالها الساحر. و في اليوم التالي اصطحبها الامير في جولة في المملكة، فسعدت اريل للغاية، و حاول الامير مرارا الاعتراف لها بحبه، الا ان ارسولة كانت تتبعهما، و تتعمد ان تفشل كل محاولة لهما للاعتراف لبعضهما. و في يوم وبينما كان الامير جالسا على شاطئ البحر، اقربت منه ارسولة، و قد غيرت شكلها لتصبح شابة جميلة، و حين نظر اليها سحرت له عينيه، و استخدمت صوت اريل الذي سلبته منها واحتفظت له في قوقعة، للحديث، فظن انه وجد ضالته، فاصطحبها الى القصر و اتفقا على الزواج مما حطم قلب اريل، و اخذ الامير عروسته في السفينه كي يقيم الزفاف على متنها، و ترك اريل حزينة.
نهاية ارسولة:
وبينما كانت اريل تبكي، جاء نورس، صديق اريل، وقال لها: لقد علمت ان تلك الشابة التي يريد الامير الزواج منها، هي ارسولة متنكرة، و تستخدم صوتك للتأثير عليه، كما انها تسحره". وكان فلته ملازما لاريل، فساعدها في السباحة لتصل السفينة في محاولة منها لانقاذ عريق و استعادة حبها. هاجم النورس ارسولة، فوقعت القوقعة، وتحطمت، فعاد اريل الى حنجرتها، وتكلمت، فتحرر عريق من السحر، و اسرع نحو اريل واراد ان يعترف بحبه لها، و بانه بحث عنها طويلا، ولكن شمس النهار الاخير قد غابت وعادت اريل لتكون عروسة بحر، وأسيرة لارسولة كما كان الاتفاق، فضحكت ارسولة بصوت مرتفع، غير ان الملك قد حضر وامر بان تترك ابنته، ولكن ارسولة اصرت ان تاخذها تابعة، واخبرته بالاتفاق الذي بينهما، وفي هذه الاثناء، بينما كان الملك يتحدى ارسولة، غافلها عريق وارسل لها حربونا، مما اوجعها و آلمها كثيرا، ثم سبح حتى وصل للسفينة، وقادها نحو ارسولة، فصرخت، و كانت نهايتها.
عاد عريق الى الشاطئ تعب، فاستلقى، واريل تراقبه من بعيد، جالسة على صخرة في البحر، فرآها الملك حزينة، فصعب عليه حالها، وعلم انه لا يستطيع ان يقف في وجه الخب، لذا قرر ان يحولها الى انسانة و ان يبارك زواج ابنته الاميرة اريل من الامير عريق، وبالفعل تم الزواج برضى الملك، و غمرت السعادة الامير و الاميرة، جميع المملكة البشرية و المملكة البحرية.
تعليقات
إرسال تعليق