Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عشقٌ يلوح في الافق 44 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط

 

عشقٌ يلوح في الافق 44 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط




جسد بلا روح:

وبالطبع لم يكن لزوجها المتسلط ان يسمح لها بالذهاب حيث يكون لها راحة، و حيث تستمد قوتها، فهو لا يعلم حاجتها الملحة لتتعافى من قسوة الايام عليها، بداية من قسوة في طفولتها، الى حياتها بقربه حيث الاهمال و اللامبالاة، وصولا الى حبها المعذب لنصف الروح، يبدو انها ستعاني وحيدة، و لن تستطيع ان تلملم جراحها، او تتخطى ما مر عليها من احداث، او تتشافى. أصرّ على بقائها، و ثار غضبا واصرارا على عدم ذهابها، ثم هددها ان يسلب ابنها و يحرمها اياه ان خرجت لاي مكان، فما كان منها الا ان رضخت، و استسلمت، غير ان استسلامها مؤقت، فإنها تحاول الثبات ولملمت نفسها، و بعدها اتخاذ قرارات مصيرية، علها تكون قرارات لتغييرات جذرية في حياتها.

حاولت ان تعود لحياتها، لتلك الأيام التي لم يكن فيها من المشاعر سوى حبها لصغيرها، حاولت ان تكون بخير، و حاولت ان تبتسم ولكن كيف لها ان تنسى كل ما مرت به من اسى، كيف تجد نفسها في ظل تلك الصراعات التي تعيشها؟ تشعر بغصة خانقة في القلب، فظنٌّ مؤلم في حبيبها القبطان، يهمس حدسا انه استغل طيبتها و رقتها، وان كل الحب الذي تحدث عنه، ربما لم يكن سوى اوهاما، تبعثرت في الافاق خداعا، فكيف تتقبل حقيقة كهذه؟ وكيف بإمكانها ان تعود كما كانت؟ ان تعيد الروح التي سلبت منها؟ مل ما تعرفه انها تغيرت للابد، وان ما تحطم في نفسها لن يشفى الا به، فليته يعود فيثبت حبه، او يعيد ما تناثر من روحها، ليته ينظر في عينيها او يتصل بها قائلا:" لا تظني بي سوءا، فلقد أحبك حقا". هان عليه الفراق و الآلام بعد ان وعدها بالبقاء و التمسك بها، ولم يكلّف نفسه ان يقول كلمة تريح قلبها، بل ازداد هجرا، وهان عليه الدمع من عينيها، رغم معرفته انه مذنب بكل الاحوال، فكيف ما عادت بالأفكار لتنصفه و تتهم نفسها إلا أنها لا تجد له ثغرة من الصدق، لا تصدق انه قد كذب عليها ثم قسى وعاند ظلما، و هو يعلم ان اي احد مكانها سيظن به تلاعبا او استغلالا ان غاب عند او موقف يواجهه كما غاب، وكم تشعر بانها وحيدة، وكم تود لو تعيد الزمان الى يوم جمعها به، فلا تكلمه ولا يكلمها. 

تناشد عدلا من الكون، بان يقاسي من الاشواق بعض ما قاست، فربما لا يحتمل فؤاده حمل تلك الاشواق و الآهات التي بداخلها، وربما لا يعيش يوما مع صراعات كتلك التي بين أضلعها. كيف حدث كل هذا؟ و ما الذي عاشته؟ احقا يعيش المرء اياما من سراب؟ و كانها عاشت اياما مقدر عليها ان تعيشها، فخطت خطواتها دون تفكير، ومشت في طرقات لا تعرفها ولا تشبهها، وكأنها لعبة يحركها الكون، ولكن لما حدث كل هذا؟ لما جمعت بينهما الايام، ثم فرقتهما؟ لم حكم عليهما الدهر بحب يعصف بهما ثم يغيب؟

 هل تقول عنه مخادع؟ ام تنعته بالكاذب المحتال؟ هل كل شيء لم يكن حقيقة؟ في الحقيقة هو رجل قد بدى عليه سابقا ان له من العلاقات كثير، ولكنه عاهدها على الوفاء لها ولحبهما، و اكد لها مرارا انها حبه الحقيقي الوحيد، وأن لا أحد مر على قلبه مثل ما مرت هي، و كم من محادثة طمأنها فيها، وكم من مرة اشار الى انه من المستحيل ان يستغل احساسها، فهل يكذب بهذا القول ايضا؟ هل تلاعب بها و هي الحبيبة القريبة؟ هل يتلاعب المرء بروحه؟ بشخص من دمه؟ هل هان عليه ان يدمر ما تبقى منها، و هو العالم بكل ما عاشت؟ لم اختار ان يحطم روحها، رغم وجود الكثير من النساء في حياته؟ والنساء اللواتي بامكانه ان يعيش اي حب مزيف معهن، و اي مشاعر عابرة، فهن يشبهنه الى حد كبير، يعرفن التلاعب كما يعرف الخداع و يهواه. 

يبقى الملام الوحيد في هذه الحكاية هي نفسها، نفسها التي ظنت فيه انه نصفها، و غمرته بحب يفوق الحب، و سمحت له ان يسلب روحها، تلك الروح التي اتخذت من قلبه ملجأ، و من احضانه منزلا، و في النهاية لم يبقى لها الا الآلام، والتفنيد، و الافكار المؤذية التي تمر عليها باستمرار، وتذكرها بأنها خُدعت، وأنها مصنفة الآن وكأنها سهلة المنال، اما الآن فتراها حزينة قد تخلت عن الحياة، تعيش وكأنها جسد بلا روح.

👉رجوع- المزيد 👈

تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع