الصحوة الروحية والاستيقاظ:
الصحوه الروحية، هي رحله روحية نحو الاستيقاظ، تمر خلالها الأرواح بمراحل عديدة، تتعرف على المعنى الحقيقي لما يسمى بجهاد النفس. حرب مع الروح يخوضها كل من دخل نفق الاستيقاظ والليالي المظلمة، انهيارات متتالية وارهاق شديد هو ثمن الوصول لطاقة النور والولادة الجديدة. تتجلى الحقائق وتتغير الأفكار والأنماط، وتتجه كل روح في اتجاه مغاير نحو رسائل وأهداف متفاوتة، في ظل رحلة عنيفة اسمها الصحوة، يكتشف المرء مهاراته، ويحاكي ذاته، ويتحرر من كل المعيقات ويتطهر من الاخطاء، وتتبدل طاقاته الى الايجابية فيسعى نحو الافضل في نسخة جديدة من نفسه.
وليس للجميع ان يدخل الصحوة، انما هم اشخاص محددين، يولدون في نسخة فطرية طيبة، لا يغيرها الزمان ولا الظروف، رغم انهم يعانون منذ طفولتهم من جروح عديدة، اهمها الرفض والاذلال والهجر والخيانة والاستغلال. يعيشون حياة متخبطة، يشعرون بأنهم لا ينتمون للمكان الذي هم فيه، فهم انقى من ان يعيشوا حياة بهذا القدر من الالم، يصارعون الحياة بكل ما فيهم من قوة، ويصبرون، قد يخطئ احدهم فهم بشر ولكن يحتفظن دائما ببساطة و طيبة لا تتتبدل مهما خاضوا من تجارب.
ليس للصحوة عمر معين، كما أنها تحدث غالبا بشكل مقدر تلقائي، ويمضون خلالها على أنهم مسيرون، تمتد من ثلاثة سنوات الى اثني عشر سنة، بينما يكون للبعض ممن دخلها نصيب عظيم وحظ وفير فيمر بصحوة سريعة، ولا يقاسي ما يقاسيه من يبقى عليها سنوات طوال.
مراحل الصحوة والولادة الجديدة:
ومن اهم مراحل وعلامات الصحوة الروحية:
المرحلة الاولى: الصدمة، وتحدث الصدمة بشكل مفاجئ، يفجع خلالها المرء بشيء يحبه، او بشيء عزيز لا يتوقع خشارته، او بشخص يفقده او بعمل يخسره او اي شيء يكون بمثابة صدمة رهيبة لا تحتمل.
وقد تكون المرحلة الاولى دخول شخص الى حياة شخص آخر، يأخذ بيده نحو الاستيقاظ، كتوأم روح او توأم شعلة، بينما يحدث لآخرين ان يدخلوا الصحوة بشكل تلقائي ولكن هذا امر نادر.
المرحلة الثانية: مرحلة الانهيار، انهيار كل شيء، كالمعتقدات والأفكار، والشعور بالضياع والانهاك، وكأنه منسلخ او منفصل عن العالم، وكأنه تائه يرى العالم لاول مرة، ولكن بصورة مخيفة مشتتة، يفقد إيمانه بكل ما تعلمه ولكل شيء.
المرحلة الثالثة: يبدأ بالشعور بأن الكون يحاول ان يرشده، على الخروج من متاهة دخل فيها ولا يستطيع الخروج منها سوى متشافيا، فيبدأ برؤية الارشادات والرسائل الكونية والتزامنات، كالريش والارقام والرموز والتواصل مع الملائكة وغيرها من الدلالات، فكل على حسب رحلته، وكل حسب ما بحتاجه لفهم انه دخل للصحوة. تساهم هذه الاشارات على حث، من يمر بالصحوة، على الصبر وعلى فهم حقيقة واحدة ان الكون والملائكة هنا لأجله، لاجل مساعدته في تخطي هذه الحرب الطويلة مع الروح.
المرحلة الرابعة: وبعد التحفيز بالاشارات والإرشادات، تبدأ الاختبارات والصحوات، و تبدأ الحقائق بالظهور، كحقائق مواقف او اشخاص او طاقات، او امور خفية، فتسقط الاقنعة وتنهار المعتقدات انهيار الوجود، ويصلب المرء بالاحباط والحزن فتظهر الأنماط السلبية التي كان عليها فيكتشف نفسه، لتبدأ رحلة الصحوات ويشعر بها الشخص على هيئة الام جسدية ومعاناة نفسية مؤلمة قاسية حد الهلاك، كالاكتئاب الحاد والعصبية المفرطة والتعب الشديد وجهاد النفس الموجع، ويمر من شهد الصحوة باختبارات شديدة للغاية تساعده للارتقاء والتعلم والتطهير من ذنوب مانت تلوث هالته مدة من الزمن.
المرحلة الخامسة: يتخبط المرء بين ما عاش عليه وبين انماط صحيحة مغايرة، بين منطقة الراحة والتقدم، بين الامان الكاذب، ومخاوف الماضي والتجارب المنهكة التي عصفت به، فيجد نفسه امام مواجهة مع الذات بين ما هو قديم وما سيكون عليه لاحقا. اشخاص من الماضي وذكريات وانماط كنت تهرب منها تراها تطفو على السطح لتكون دروسا وعبرا وتطهيرا.
المرحلة السادسة: تبدأ بطرح الاسئلة الكثيرة، وطبعا لكل سؤال تجد جوابا له من الكون. يشعر من يخوض رحلة الاستيقاظ انه لا ينتمي للعالم المادي الدنيوي، انما ينتمي لعالم الروح ويدرك انه في ارتقاء نحو هذا العالم. أشخاص كثيرة كنت تعتقد بأنهم امان لك، ولكن ستكتشف خلال هذه الرحلة انهم لا يشبهونك.
المرحلة السابعة: ستدخل في عزلة مؤقتة لفهم الذات والتعمق في ادراك الامور حولك، وترى نفسك تنسلخ عن العالم المادي، وتجد انك تتخلى عن انماط سلبية لتبدلها بأخرى ايجابية، كما تتخلص من اعباء وثقل طاقات ماضية وتتحرر من صدمات الطفولة والجروح المترسبة في شخصيتك.ش
المرحلة الثامنة: تصل للتوازن، الذي هو من اهم اهداف الصحوة الروحية، فمن دخل هذه الرحلة يكون متأثرا بمحيطه وبالطاقات حوله، مما يجعله غير متزنا، ويكون هناك خلل كبير في الشخصية.
المرحلة التاسعة: الشعور بأنك محارب، وانك تعلمت واكتشفت الكثير وادركت مهارات واعمال مختلفة، وستجد انك في نسخة جديدة من نفسك، مقبل على مرحلة جميلة مغايرة، فتجد انك متقبل نفسك بشكل، تستطيع التواصل وفهم ذاتك، والتعمق في المشاعر وادراكها، وموازنة طاقاتك واستقبال الوفرة.
المرحلة الاخيرة: تشعر بالرضى التام عن نفسك الجديدة، وتستقبل الارشاد من حولك من الكون والمرشدين، وتشعر بان الكون كله يساعدك في التقدم، ويدعمك نحو اعادة هيكلة حياتك وبناء علاقات ومفاهيم مختلفة كل الاختلاف عن السابق، فتصل الى الولادة الجديدة حيث البدايات والبشارات والسعادة والرضى والحياة المتوازنة، وستتوصلون الى ان الكائنات كلها والكون وكل شيء مكمل ومرتبط ببعضهم البعض، سيصبح لكم عادات مغايرة كالارتباط بالطبيعة وانظمة اكل جديدة، وممارسة طقوس جديدة كاللجوء للتامل والعزلة والاهم من كل ذلك هو التقرب لله.
تعليقات
إرسال تعليق