Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حنين من نوع آخر - احتضان الذكريات - دفء الايام الخوالي

حنين من نوع آخر - احتضان الذكريات - دفء الايام الخوالي

الحنين:

احيانا يمر عليك الوقت مسرعا سالبا منك اجمل ايام العمر، فتجد نفسك في زمان غير الزمان الذي عهدته، وفي لحظة دون كل اللحظات تشعر بأنك قد كبرت، او نضجت، وتشعر كأن الايام تمر كالثواني، تمشي طرقاتك كأنك لا تعرفها، تعيد احياء الذكريات بصورة يهيأ اليك انها مهجورة، فتنظر اليها بشعور متقلب بين ماض غريب، وذكريات معلومة، تهيم في ذكراك بين اصوات جميلة، حيث عشت اياما من حياة، وبين اصداءا تظن انها خيال، فيتخلّلك شعور بالغربة، الغربة الموحشة في نفسك، فتود لو تستطيع احتضان الذكريات، أو العودة للماضي الجميل، ذلك الماضي الذي لم تراه يوما بهذا الجمال الا ان موقفا واحدا سيجعلك تدرك أن للحنين صفعة تعيدك لدفء ايام ولّت، اياما تأبى العودة لأحضان البال الهانئ. 

لطالما سمعت احدهم يبكي الخوالي من الأيام، سمعته فسخرت منه، وظننت انك في معزل من هذا الشعور، او في منأى عن اشواق تهيم للذكريات حنينا، وكم مرت عليك من ليال حلمت فيها بسلخ الماضي، والعمل على بداية جديدة لأحلامك، ولكن لحظة واحدة كفيلة باعادتك خطوات للوراء لتفهم حينها ان كل احلامك تتلخص بحياتك الماضية، بين الاخوة والاصدقاء بين الاهل والاقارب، بين الاحياء و البيوت، بين الطفولة البريئة وقضبان المدارس ومقاعدها، والان وبعد ان اصبحت امانيك حقا وخلعت رداء الدفء بارادة منك، الدفء الذي كان يحيطك، افتطمح للعودة لتلك الايام؟ افتطمح لعيش لحظات كثيرا ما تمنيت نسيانها؟

ذكريات:

ومع تقدمك بالسن وخوضك الكثير من التجارب، ومع اختلاف الناس عن الذين عهدتهم، ستعرف كم هدرت من الوقت و انت تحلم بواقع مغايرٍ، وكم أخطأت حين  تخليت عن أمورك الصغيرة، التي لطالما وجدت نفسك فيها، الا ان احيانا تفرض الظروف نفسها، فتشعر انك غريب في محيطك أو غير مرغوب، او انك لا تنتمي للمكان الذي ولدت فيه، فتنتظر فرصة التحليق الى الغيوم. ومع وصولك لتلك الغيوم تجد انك بعيد عن نفسك، فبعد ان رَفَضَكَ محيطك،  وأُجبِرت على الرحيل او اختيار حياة مختلفة، سترفض الغيوم، وتتمرد على الواقع الجديد، حتى تصل للنهاية، النهاية التي تحيي فيك الاماني التي اخذت منك الكثير، واتلفت حواسك، النهاية التي تحاكي الذكريات التي عانيت كثيرا للعدول عنها، و التي تذكرك بشعورك الدائم بأنك غير مرغوب.

الايام:

وبينما تصارع الايام، و تمشي بين النوائب، تستوقفك جدران الزمان وقد حفر على جنباتها قصة شخص اراد الحياة، ولكن الحياة ابت ان تهديه فرصة للسعادة، كما رفضت ان تمنحه صفو البال، ودفء المشاعر، و تركته في صراع مع نفسه بين ذكريات مبتورة الاحاسيس، وبين واقع ليس كالأحلام، واقع غير مقبول، فما تلبث ان تشعر بالاسى والحزن الشديد، اهذا الحزن من ذكريات خلت؟ أم انها اشواق لاشخاص و أيام ولّت؟ وهل لقسوة الايام ان تُمحى من قلوب بشر قد جار عليها الزمان؟ ام ان الذكريات تحول في النفوس لاقناع الفرد ان هناك واقعا قد كان، او قد يكون، افضل من الواقع الذي هو عليه الان؟ اهو نوعٌ من انواع مواساة النفس؟

يا لهذا الواقع الغريب، فأينما حللت تسمع اصداء حكايات الحنين، فكم نال من حظ وفير، من أنعم عليه الزمان بذكريات جميلة، اضحت الملاذ السعيد الذي يحتضنه كلما  شعر بمشقة الايام، وكم اصبح بائسا من عاش ايامه يناشد البسمة بين ذكريات مؤلمة، وواقع تعيس، ومستقبل مبهم. فلعل من له في الحياة عزيزٌ، يسعد بقربه، ولعل من له حياة يرضى بها، و يسرّ من حوله، فلا يكون سببا في تعاسة احد، او في كتابة معناته بين جدران الايام الموحشة، كما لا تكون للاشواق ساعة عذاب متعبة في النفوس.

تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع