Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

بين الاحلام والاقدار - كوابيس من حِمم - قهر بين الأسوار

بين الاحلام والاقدار - كوابيس من حِمم - قهر بين الأسوار



كربة مع الايام:

 ويحدث أن تعيش اياما شدادا، اياما تظنها لن تمر، تبكي ليلك وتناشد الاقدار علّها تشفق عليك، أو تتغير، الا ان شيئا لا يعيق سبيل القهر. ومن هنا تبدأ حكاية الأسى ، حكاية مع الايام، تبدأ من الطفولة الضائعة في عيون الاحزان، فتتمنى ان تصل لسن الرشد، وتصبح قادرا على اتخاذ القرار وتحمّل المسؤوليات والأعباء، تظن أنك ستحلق في السماء الزرقاء، وأن باستطاعتك أن تغير قدرا مكتوبا عليك، وتظن انك قادر على ان تختار لنفسك ما لم يختاره غيرك من الايام السعيدة الجميلة، وتظن انه سن النجاة من الكربات، الا أنك ستصطدم بالخيبات المتتالية، وترى احلامك تحلق بعيدا، وكأنها لم تكن يوما بين يديك، وتشهد على عمرك يضيع هباءا بين الأيام  والاقدار والنوائب، فتسأل نفسك، أهذا ما حلمت به؟

كوابيس من حِمم:

ويأتي عليك من الأيام أشدها، تمر عليك كأنك محارب، تحارب من أجل البقاء لا غير، فقد أصبحت خائفا من اي جديد يُحتّم عليك، لم تعد لك طاقة لمواجهة اي حدث مغاير في حياتك، ثم تصبر حتى تخروج من هذه الهيجاء منتصرا، منتصرا على نوائب الدهر، ولكنك مدركٌ ان هذا الانتصار ترك فيك جروحا تنزف كلاما وعبرا،  وتشعر ان هذا الانتصار مؤقت، فتحاول ان تستريح قليلا من وجع الاقدار. تنظر حولك لترى انك لست بالمكان الذي عهدته، وليست الايام كالايام، وليست الحقيقة كالاحلام، ثم تطيل النظر الى نفسك كأنك لا تعرفها، و كأنها هرمت في أوج صباها، او كأنك لا تريد الاعتراف بأن هذا الشخص الذي يقف امام المرآة هو أنت، ولا تريد ان تتذكر كم تمنيت الهرب من كوابيس طفولتك الهشة، إلى وقيعة تنزف وجعا. تحتار مع الايام، هل خوض المعمعة أفضل؟ أم عيش كوابيس من حمم الجحيم؟ قد لا تكون تلك الحمم محرقة لهذا الحد، الا ان احدا لم يشعر بأحاسيسك المفرطة فآذاك أشد اذىً، و أوجع قلبك أشد وجعا، عن ذلك الوجع الذي يألم الجسد.


قهر بين الاسوار:

وكم يحدث ان تعيش بين السعداء تتصنع البسمة، تخفي آلاما تسير في العروق، وتواسي نفسك بعزائك الوحيد وهو أن الله يسمع ويرى، وأن الفرج دائما يقف خلف الأبواب، ينتظر فرصة الدخول، و يهيئ لك العوض الجميل، والسعادة. وكم تشعر بأن هذه السعادة متأخرة، فما نفع السعادة بعد ما حدث لقلبك ما حدث، وبعدما ماتت كل المشاعر والاحاسيس، وبعد ان شعرت بأنك لم تعد ذلك الشخص الذي يجلس خلف النافذة، يتأمل حلمٌ ورديٌ، ومستقبلٌ مُبهجٌ. كم من الصعب ان تصارع الكوابيس في طفولتك المعذبة ، وكم من الصعب ان يختبر طفل قمع الاحاسيس، والقسوة، حتى تأخذه هذه القسوة الى تمني الرشد طريقا للنجاة، وهو لا يعرف انه مهما تقدم في السن سيبقى ذلك الطفل، الذي لطالما بكى ليله حزنا و وحدة، يعيش أسيرا بين ضلوع القلب، كما لا يعرف ماذا يتأتّى عليه من كوابيس تهب من الماضي، ومن وغىً اسمه الحاضر التعب. ففي النهاية اما ان ترفع الراية البيضاء، تعبيرا عن الاستسلام لملمات الزمان، ويكون الهدف هو عيش الايام كالناجي من الغرق، او كذلك الذي يجلس بضجيج من الصمت على حافة الهاوية؛ وإما ان تغشى على قلبك برداء البأس الاسود، وتحاول ان تخوض المعارك بقلب كالصخر دون احاسيس او مشاعر تُقْمع، ودون التأثر بالاصطدام بالخيبات المتتالية، ودون ان تفكر بجروحك التي تنزف وجعا.. إما ذلك واما ان تعيش بين اسوار الحزن والاحلام التي لا تشيخ، وتبقى تائها في متاهة الحياة بين الأحاسيس الرقيقة، وبين الواقع التعب، وبين الطفولة الشاردة والشباب الضال.


تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع