هل يعود الحب؟
كيف يحيا الحب بعد موته؟ سؤال يطرحه الكثير من الناس، وكيف يعود الحب نابضا، بعد الكثير من المعاناة، والصبر على ساعات الوحدة المريرة. فإن مات الحب، يعني ماتت المشاعر، ومات القلب، او بمعنى اصح، هناك من قتل فيك أسمى المشاعر واجملها، فهل سمعت يوما عن قتيل عاد بعد ان أضحى ضحية الموت العمد؟ وهل سمعت عن قتيل عاد راضيا الى احضان قاتله؟ الا يعي احدكم ان من هانت عليه مشاعر حبيبه، فهو اناني لم يحبه قط، بل احب نفسه ولا شيء غيرها، لذا فإن الحب ان مات لا يعود، ومن اختار اهمالك والاستهتار بأحاسيسك، والتقاعس عن ما تحب، فهو شخص لا يستحقك.
أسباب تغير الحب:
تتعدد أسباب موت الحب، وتكثر ضحايا المشاعر المهملة، ومن اهم هذه الاسباب:
- الإهمال: كثيرا ما نسمع عن الإهمال، وقد يتجسد على هيئة إهمال عاطفي، فلا يهتم أحدهم باهتمامات ومشاعر الاخر، بل ويتركه وحيدا لفترات طويلة جدا، ويتخذ اهتمامات جديدة ويقضي وقته بعيدا كل البعد عن شريكه، فيولد ذلك شعورا بالوحدة والاسى، ويترك اثارا سلبية في النفوس، وجراحا عميقة قد لا تلتئم مع الزمن.
- السيطرة والاضطهاد: وهذا الشكل من أشكال الشك المبهم، وفقر الثقة بالنفس، يتمثل بسيطرة الفرد الكاملة على تصرفات وآراء وحياة شريكه، وقد تصل هذه السيطرة الى حد ان يعزل احدهم الاخر عن العالم بحجة الحب، الحب المريض، فلا يدع له من الحرية شيء، ولا يسمح له باتخاذ القرارات مهما كانت مهمة، كما لا يعطي له الاستقلالية المادية او النفسية، وهذا النوع من البشر، يكون لهم التأثير السلبي الكبير على المحيطين بهم.
- عدم احترام الآخر: ومن أسباب تبدل الحب وتغيره، عدم احترام الشخص للآخر، فتجده تارة يهينه، او يعنفه وتارة يشتمه، وتارة يقلل من قدراته و تفكيره واهتماماته، وذلك أشد التصرفات كرها بين الناس، فمن يفعل ذلك، يحاول اظهارك بمظهر الاقل شأنا، غير مدرك انه يترك في نفسك أثرا سيئا، قد يتسبب في تغيير ذلك الحب كبير فيك، ليصبح عدما.
- البخل: فإن أكثر ما يكرهه المرء بمن حوله هو البخل، فمن يبخل على نفسه اولا، وعلى من حوله ثانيا، غير جدير بالحب، فلا جميل في شخص بخيل.
- الخيانة: ان الخيانة اسوء انواع قتل المشاعر، فان تبدلت المشاعر مرة بسبب الثقة، فلن تعود كما كانت مهما حاولت اعادتها، فإن اهتزت الثقة اهتز الحب.
تراكمات:
قد لا يدرك من اهمل شريكه انه يهمله ويخطئ بحقه، فهو في انشغال دائم بأشياء أو أشخاص آخرين، كما انه قد اعتاد على ردات فعل باردة تجاه تصرفاته، حتى ظن انه لا يخطئ، او ان شريكه لا يبالي، ولكن في الحقيقة ان تلك التصرفات والإساءات المتكررة تتراكم لتظهر بأشكال مختلفة كالعصبية المفرطة، وعدم اظهار البهجة لوجود الاخر، او بالنفور من الحديث إليه، وغيرها من الاشارات التي تختلف باختلاف طرق التعبير، والتي تحمل نفس المعنى وهو تبدل الحب الى العدم. فكيف لشخص ان يعتاد على مثل هذا الوضع و ان يحب ويسامح من أضاع اجمل ايام عمره في الانتظار؟ وكيف لشخص ان يحاول التأقلم على تصنع السعادة، وعلى حياة لا تشبه الحياة؟ حياة بين الجدران والوحدة الإجبارية. فإن كنت كمن يهمل شريكه فأعد النظر في تصرفاتك، فإن وصول شريكك الى مرحلة الموت العاطفي، يعني لا مجال للندم، فلن يعود شيئا كما كان، فهذه المرحلة اسوأ مرحلة، فبعد موت العاطفة لن يشعر بحبك مهما حاولت ان تعوضه بقضاء الوقت معه او الاهتمام به، فإن الحب قد مات، ولا شيء يعود بعد الموت. ان ما شعر به حبيبك من وحدة وإهمال، ومشاعر بائسة كانت بسببك، وكثيرا ما حاول تنبيهك و اعادتك للطريق السليم الا أنك أبيت مرارا، وحاولت القاء اللوم عليه، والآن وبعد كل الاهمال كيف لك ان تطلب عودة الحب، او البقاء عليه؟
وفي النهاية فإن الحب كالشجرة المثمرة، فإن قطعتها، لن تثمر من جديد، وان الاهمال يقطع كل وصل بينك وبين من تحب...