حقيقة بين الاساطير:
سعادة من الاعماق، و مفهوم مختلف للذات، وسلام داخلي و عشق كبير، هكذا وصفت شعورها بعدما خاضت الكثير من الآلام في صحوتها الروحية، بعد ان شعرت بان روحها تنسلخ عن قلبها وكأنها تريد ان تولد من جديد، واخذت تتخبط في مشاعرها حتى كادت ان تموت لوعة، ثم بكت حرقة على كل ما مضى، الى ان خرجت من صحوتها باحثة عن نصف روحها، خرجت اشد حبا، واشد احساسا بوجوده، تتكلم معه و تراه طوال النهار وكأنه بجانبها، تشعر بطاقات غريبة تسري في جسدها، وكأنها تعيش بروحه و كأنها ترى العالم من خلال عينيه.
لم تفكر يوما ان ما يشاع عن فكرة التوأم الكوني حقيقة، او ان تلتقي يه يوما، ولم تصدق ان الروح تعيش في الافاق على امل اللقاء، امل ينبض منذ الازل، ينتظر على أعتاب الاقدار لقاءا محتما، و رغم كل الهروب و التشتت و الاسى الذي عاشته كل هذه الفترة، ورغم انه اشار لها كثيرا علي انها نصف له، الا انها لم تقتنع حتى دخلت في صحوتها و تألمت أشد الألم، ثم عادت بعد كل الهروب خاضعة مستسلمة لحبيبها، ليكون التوازن بين جميع طاقات الحب و اللهفة هو المرسى الاخير لها، ثم عادت لترى اشارات، و لتبحث كثيرا عن سبب تلك الاشارات، لتستنتج انها نصف روحٍ لروح جميلة، وان كل ما حدث ما هو الا ترتيب كوني للقائهما، و علمت ان كل ما تعيشه من راحة نفسية و سعادة كبيرة، وانجذاب متضاعف، هي علامات التعافي من الطاقات السلبية واشارات تعدها بلم شملها على حبيبها، او كما تسمى، اتحاد بين توأم الشعلة بفعل من الكون.
أخذتهم الأحاديث الكثيرة و الانسجام الكبير على اوتار التناغم الذي لم يسبق له مثيل بينهما، و اخذهم التوازن بين الاحاسيس الانجذاب و التخاطر، ولم يعد هناك سوى انتظار الكون كي ينعم عليهما بموعد يجمع بينهما. ان عذاب هذا التوام عذاب مرير لا يحتمل، ولكن يبدو ان تعويضات القدر منصفة بعد كل ما مرّ عليهما من اختبارات وعذاب.
لم يتوقعا هذين الحبيبين ان يكون ما بينهما بهذه الاهمية القدرية، ولكن بالتاكيد كان الحب مختلفا وكانت المشاعر غريبة. ارسلت اليه بكل حب و بلا تردد او خوف، متصالحة مع كل المشاعر التي بداخلها، معترفة لنفسها بأن ما بينهما قدري ذو طابع إلهي كوني، ارسلت اليه كلمات من شوق و حب من شغف، و اجابها بلهفة كبيرة، حتى شعرت انه كان ينتظر منها اشارة كي يبدأ معها طريقا مليئا بالعشق المتوازن اللا مشروط.
السؤال هو متى اللقاء و كل الخطوات للاتحاد اكتملت؟ ايكون لم الشمل صدفة، ام من ترتيبهما؟ مليء قلبها به، و تتوق عينيها لرؤيته، تود حفظ ملامحه، و الغوص في تفاصيله، و كم مربك النظر الى انعكاس البحر في عينيه، وكم جميل الابحار في حبه بعد عمر من الانتظار. جميل هو الحب وجميلة هي المشاعر حين تشع عشقا.
لروحهما نصيب كبير من اللقاء، اللقاء في المجهول، حيث ترتقي الارواح وتصبح ذو وعي عاطفي عميق، تلك من علامات لم الشمّل، فلطالما قالت انها تشعر بروحها تهيم بالقرب من روحه في الآفاق البعيدة، جاهلة ان ما تقوله حقيقة، ولطالما كانت الروح مع الروح مقيمة، ولطالما احبّت الروح نصف روحها، وهامت بين الارواح عشقا متوارثا، وعاثرت حتى يصبحا روحا واحدةً تهيم في آفاق الكون طاقة خير وحب، في سرمدي لا بداية له ولا نهاية، هكذا وصفت لنا الحب في بداية القصة، غير مدركة ان وصفها دقيقٌ، و انها تعيش مع حبيبها حكاية خطّت أحرفها على انها حقيقة بين الاساطير، معلقة على جدران الزمان، قصة عشق أزلي خالد.
👉رجوع- المزيد👈
طريقة التخاطر
ما هو توأم الشعلة؟
تعليقات
إرسال تعليق