ازمة ثقة:
و يحدث ان تتخذ قرارا بالرحيل، ليس لشيء، انما بسبب شعور غريب انتابك من موقف قد هدم ثقة طويلة العمر، شعرت حينها انه ثمة امر مريب على مسافة قريبة منك، تنعدم الثقة دون سابق انذار، و دون دليل قاطع على ما راودك من الشكوك، سوى حدس يفوق الادلة برهانا..
بين الثقة والشك:
ويحدث ان تضع الثقة في غير اهلها، في شخص كان لك موضع صدق، الا انه خيب ظنونك في يوم ليس كسائر الايام ليصبح الشك رفيقا لكلامه، وكأنه تبدل، وكأنه تغير او تحول، يحاول في البداية القاء اللوم عليك او اقناعك بأنك المخطئ، او انك اسأت الفهم ولكن هل من الصدق ان يتناقض في اقواله؟ وهل من الوفاء ان يقول مقولة و ينكرها؟ وهل يحق في من ينكر كلامه صفة الصدق؟
صفعة كذب:
كثيرا ما نرى في الافلام، ان ثمة علاقات متينة تهدم بسبب النفاق او الخبث، و لكن هل حدث ان ادركت ذلك في حياتك مرة؟؟ اما انا فلم اعرف معنى التخلي عن الاحلام والاماني، و لا عن سنين من الحب او الصداقة، و لم اعي معنى ان تتحطم العلاقات اجمع بسبب كذبة، الا ان صفعة واحدة من الدهر جعلتني ادرك معنى السير دون الالتفات، وجعلتني احطم كل ما وصلت اليه من طموحات وعلاقات مرتبطة بتلك الصفعة المسماة بالكذب، صفعة وحيدة كفيلة بجعل العالم بأسره ينهار امامي، ينهار دون صدى، مما علمني التخلي دون انفعالات او كلام يذكر، فقد مضيت بهدوء مفرط، دون عتاب او ملام، ودون معاودة النظر الى ضحايا الكذب، فلا ضحية لمقولة الغدر سوى صاحبها.
ركائز العلاقة:
اعادتني كذبة واحدة او كما اسميتها "بالصفعة" الى سنين مضت و ايام خلت، اعادتني الى ركائز العلاقة، لأجد ان ما بيننا قد بني على باطل، بني على عدد من الاكاذيب، أيقنت حينها انني عشت سنينا طوالا من الوهم، لم اعد اثق بأي مقولة تصدر منه، حتى باتت الامور مربكة موحشة، و بت اشعر بالغربة، اتأرجح بين الحقيقة و الكذب، فلا اعرف اي مقولة هي الصدق، و من هنا دخل الشك المريب الى نفسي، حيث مضيت دون عتاب، مضيت و قد هان علي الفراق.
المنافقين:
اصبحت قناعتي في هذه الحياة، ان اعرض عن المنافقين، وان اسامح كل المخطيئين سوى الكاذب المتلاعب الخبيث، ذلك الشخص الذي وضعني موضع الغباء، وحاول الاستهتزاء بثقتي التي منحته اياها. اتفهم معنى ان يكون عندك ما لا تريد البوح به، ولكن لا اتفهم ذلك الذي يتلاعب بحجة انه خاف فقدان احدهم، فرب حقيقة تحرمك منه فترة ثم تعيده اليك بثقة كبيرة، خير من كذبة قد تضعك موضع القلق و الخوف من اكتشاف ما اخفيت، وان حدث وكُشفت فمن المرجح ان لا يسامحك من عاش سنينا من الوهم و موقفا من خذلان بسببك، كما لا اتفهم محاولات الكذب المستمرة لتدارك امر معين يخصك وحدك، يكفي ان تكون واضحا كأن تقول: "اعرض عن الحديث…، لا اريد الكلام…، هذا خاص بي… "، فإن الوضوح في التعامل، يبقى افضل ما قد يفعله المرء في حياته المشتركة مع الآخرين.
الصدق:
اختر الصدق في مسيرتك، عسى ان تتدارك فراق من احببت، فلا يأخذ الصفح حيزا بين صفوف المتلاعبين الخبيثين، ولا يكون للخسارة مكان سوى عند اولئك الذين لا ينصفون علاقاتهم، بل ويتخذون الكذب سبيلا، فما بالهم؟ هل يظنون بمن امامهم غباءا؟ ام انهم لا يعلمون ان ما بني على باطل من العلاقات، يزول مع زوال الثقة، ليترك لهم الندم صاحبا حتى النهاية.
تعليقات
إرسال تعليق