التوام المطارد و التوأم الهارب:
احببته مطاردا.. احببته صدفة، و اذكر انه احبني. رأيته كالنجمة يلمع جمالا، كالبعيد القريب، كالحلم الجميل، واما هو فاحبني هاربا، خائفا ضحية للماضي، اعاني من اثار الطفولة البائسة، والشباب المهدور، احبني قلقا تعبا، اتارجح على عتبة الحياة، اطرق بابه ثم اهرب، اعود فافتح له ابواب العشق، ثم اتقاعس عن حبه، كان يظن بي تفاهة او متعة اعيشها بما افعل، ولكنه كان جاهلا بما خضت من معارك داخلية، و بما كنت اعيش من انهيارات متتالية و اوجاع مستمرة، كان جاهلا بما يحدث في اعماقي من تغيرات و تقلبات، لقد كان قلبي مرهقا، و كانت روحي لا تهدأ، لم اود حينها سوى الصراخ والبوح بما يتعب خاطري، و لكني صبرت بتجلد على نفسي، و طلبت منه الصبر علي، دون الإلحاح بسؤالي عما يجول داخلي، و بالفعل قد صبر، صبر حتى استنزفت روحه...
اذكر انني هربت منه، رغم عشقي له، لم اعترف في البداية بحبي الكبير، بل استمريت بالهروب والهروب، الا انه اصر على حبي، رغم انني اخترت الفراق و عدلت عنه مرارا. احبني دون فهم الرابط الذي يجمعنا، وتمسك بي، وحاول كثيرا و حاولت كثيرا، و لم اشعر بما يقاسي، كنت افكر بنفسي، بروحي التعبة، بحب لا اريد ان اخسره. كنت اخافه، اخاف قربه و اريده، كان يجذبني كالمغناطيس، لم استطع المقاومة، لم استطع نسيانه او تخطيه، شعرت وكأنه نفسي، وكأنه مرآة لقلبي، و كم حاولت المضي قدما، و التغلب على ضعفي، ولكنه كان يعيش بداخلي كان يعيش حولي ومعي، كان بقربي دائما، حتى انني اذكر مرة، كنت جالسا اناشد روحه، ثم اغمضت عيني و ارسلت اليه رسائلا مع الروح، وحين نظرت حولي، رأيت شيئا غريبا، ربما ما رايت، رايته بقلبي، او شعور بوجوده لا اكثر و لكن الاكيد انني شعرت بقبلة تنطبع على جبيني، ايقنت حينها، ان ثمة امر غريب بيننا، ليس مجرد قصة و مضت.
الانفصال الكبير لتوأم الشعلة:
احببته مطاردا، وقد كان لي كل جميل، لم ارى اجمل منه، ولا اقرب منه الي، كان مثالا يحتذى به، بنظري على الاقل، كان مثاليا جدا، للحد الذي لم اصدق انه احبني حقا، كان قويا، مندفعا، لا يهزمه شيء. لا ادري لما انتابني الخوف من حبه، كنت اخاف ان ينساني بعد كل هروب، و لكنه لم يفعل، و في يوم طلبت الانعزال، و لجأت للوحدة المطلقة، ازدادت الآلام، و شعرت بالاكتئاب، ومضى شريط حياتي امام عيني وكأنه فيديو، فيه ترسبات الماضي اخطاء و عذاب و اهوال، ذكرني بكل محطات حياتي، و دخلت في نوبة من البكاء، و تذكرت توأمي، وكم ابتعدت عنه، كان حينها بعيد جدا، و كنت اشعر بقلبه يتحول عني، كنت احبه ولكنني لا اقوى على الحديث اليه، شعرت للحظة انني اولد من جديد، وكأنها عزلة للخروج من ازمة ما، و بعدها تساءلت لما كل ذلك، لم الآن اعيش كل هذا الاكتئاب قد مر علي الكثير من الاحداث الموجعة، لم الآن ؟ و اخذت ابحث وابحث، حتى اكتشفت بما يسمى توأم شعلة، و عدت اليه، و لكن شيئا ما تحول في علاقتنا، بت اشعر انه يتغير، يهرب، بت ارى نفسي فيه، اعذاري و كلماتي، لم اصدق في البداية انه اصبح مطاردا بطاقة هارب، ولكن في النهاية هذا ما حصل، و قد تم الفراق او الانفصال الكبير، وانا التفت لنفسي، و قد فككت تعلقي به، لكنني لم انساه، فهو يعيش بروحي و سيبقى كذلك حتى النهاية.
صحوة روحية:
يشاع انه تعب، وعلى مسافة قريبة من صحوته، يشاع انه تعب كما تعبت، يعيش ما عشت من آلام و اوجاع، و عزلة و تقلبات و افكار، يقاسي اللوعة كما قاسيت، ولكنه لا يهون على قلبي، فهو نصف الروح نصف الفؤاد وكل الحب. احببته مطاردا، ثم هاربا، احببته و سأحبه عند التشافي، و بعد التشافي، سأحبه ان شعر بالكمال، بجانبي كان ام بعيد، هو الروح والنفس، يسكن احلامي، يسكن فؤادي وخاطري. يقال انه اقترب موعد عودته، وانه سيعود لدربي، فيذكرني بعشق لطالما لاح بين الارواح حبا غير مشروط، و لكنني لا اعلم ان كنت اريد العودة اليه، لم اتخذ قراري الاخير بعد، لا اعلم ما الذي ينتظرني، احاول ان لا افكر بما سيحدث معنا، فالتفكير يخيفني، كل تركيزي محصور بنفسي و بمستقبلي، و بروح ما زالت في الروح تقيم.. القصة كاملة: 👈 عشق يلوح في الافق
♡انتظروا مرحلة صحوة الهارب، و لم الشمل
تعليقات
إرسال تعليق