نبذة عن حضارة الانكا:
حضارة الانكا هي اكبر و اوسع إمبراطورية في تاريخ أمريكا الشمالية و امريكا الجنوبية، و هي امبراطورية قديمة بنتها شعوب من الهنود الحمر في جبال الانديز في البيرو، و هي جبال شاهقة وعرة، ذو انحدار كبير، حيث تدفع ما عليها لاقسى الحدود، بنوا الانكا عاصمتهم "كسكو"على ارتفاع ١١٠٠٠ م في جبال الانديز، و قد كانت كسكو مترفة ومليئة بالمعابد، فقد سيطر الانكا حوالي قرن تقربا، ابتداءا من كسكو و ذلك في القرن الثالث عشر. يطلق على كسكو اسم مدينة الشمس المقدسة. انتشرت حضارة الانكا خلال مئة عام في جنوب أمريكا، و قد بنت معابد و مدن متقنة الصنع تضم حوالى ١٠ مليون شخص، الا انها سرعان ما دمرت و اندثرت، و قد حير اندثارها علماء الآثار.
معتقدات و شعائر الانكا:
كان الانكا يقدسون البحيرات، و كان لها أهمية كبرى لديهم، فقد آمنوا آنذاك بأن العالم كله يطفو فوق الماء، وان كل بحيرة هي مدخل لعالم روحي تحت سطحها. و من بين البحيرات العديدة، كان لبحيرة سيبينا كوتشا اهمية خاصة، كانت تقع عند منابع نهر الامازون، كانت قريبة من العاصمة كسكو، و كان فيها الكثير من الحيوانات البرية، كما احاطت بها جبال هائلة الارتفاع، مما جعلها مقصدا لعبادتهم. و رغم اهميتها الكبيرة لدى الانكا، الا انه من الصعب الوصول اليها، مما جعلها مهملة من قبل العلماء، و لم يعرف الا القليل عن ارتباطها بتلك الحضارة.
ان اكثر ما اثار اهتمام الانكا كان القمم المرتفعة، حيث اعتبروا انها مساكن لآلهتهم، و ان الآلهة تسكن المرتفعات، فكانوا يقدمون على تقديم القرابين و الاضاحي، و يتوسلون لها بسبب ما يحل عليهم من زلازل و عواصف و قحط طويل، فكما زعموا حينها ان تلك الكوارث الطبيعية من صنع الآلهة التي تقطن الجبال.
اما عن اهم المواقع التي كانوا يقيمون شعائرهم فيها فكانت موجودة في منطقة كسكو، و من هذه المواقع، مركز اويان تايتانبو، آثار ساسكي وام، والقلعة الملكية ماتشو بيتشو التي تقع على قمة جبل كان مقدس لديهم والتي تعتبر أكثر المواقع تميزا. و من المعابد المميزة لشعب الإنكا كان معبد "اوثن غاتي"، بني لعبادة أقدس القمم لديهمد يباغ ارتفاعها ٦٤٠٠م من فوق سطح البحر، وعلى بعد ١٠٠ كم من العاصمة كسكو، كما يمكن رؤيتها من بحيرة سيبينا كوتشا. بني معبد " اوثن غاتي" بالقرب من بحيرة كبيرة على قمة الجبل من قبل سكان وادي فيلكانوتا، و ذلك قبل تأسيس امبراطورية الانكا، الا انه بعد انشاء الامبراطورية احتل الانكا الوادي و اصبح المعبد منذ ذلك الحين احد اهم المعابد في المنطقة، و لكن احدا لم يتمكن م العثور على معبد اوثن غاتي المفقود حتى اليوم.
ما هو السر وراء تسلق الانكا الجبال الشاهقة؟
كان لديهم اساليب و طرق للتسلق متطورة، و سابقة لأوانها، فهم اول من استهدموا تقنيات تسلق الجبال، و اول من انشأ النخيمات عند النقاط الاساسية، متحدين خفة الهواء لبناء مواقع شعائرية فوق اكثر من ١٠٠ جبل ترتفع قممها اكثر من ٥٠٠٠ متر، بالاضافة الى انهم الشعب الوحيد في التاريخ الذي تقديم القرابين على ارتفاعات عالية، حيث لم يصل اي من الحضارات الى مثل هذه المرتفعات من بعدهم، و لم يصل احد الى قمة جبل يويا ياكو قبل خمسينيات القرن العشرين. اما يويا ياكو فهو جبل يبلغ ارتفاعه اكثر من ٦٠٠٠ متر، و بالتالي فإن انخفاض الضغط في قمته قد يتسبب في تسرب السوائل من الأوعية الدموية الى الدماغ، ما قد يؤدي الى الوهن و الضعف و الموت. و قد يتساءل الكثير عن سبب محازفة الانكا بتسلق تلم الجبال و تعريض حياتهم للموت، و يعود اغلب الظن ان ما يدفعهم الى الاقدام على تسلق الجبال العالية هو اعتقادهم ان ما يحل بهم من وهن، هو عمل الآلهة كنوع من انواع الاختبارات او كتطبيق نفوذهم و سلطتهم على الشعب، لذا يتابعون التسلق حتى يصلوا و يتمكنوا من تأدية شعائرهم. كان الانكا يعتبرون ان الاضاخي البشرية مهمة للغاية، فعمدوا على التضحية بالاطفال و البالغين الاكثر جمالا في الامبراطورية، و الذين وافقوا على ان يكونوا قرابين و تضحيات بغية الذهاب و العيش مع الآلهة عيشة ابدية، و كانت الاضاحي تنفذ عن طريق ضربة على الرأس، او الخنق، او دفنهم بعد تخديرهم. كان الانكا يعتقدون ان الظواهر المناخية من صنع الآلهة التي تقطن الجبال، و ان الرعد طريقة تواصل الجبال مع بعضها البعض.
اغرب الحقائق عن شعب الانكا:
- يعبدون اله الشمس الذي كان اساس الديانة التي اعتمدوها، بالاضافة الى العديد من الالهة الاخرى، و العديد من الصرق و الوسائل لعبادة تلك الالهة و استرضائها.
- كان يتم معاملة امبراطور على انه اله، و الذي بدوره كان متعجرفا متسلطا متكبر.
- كان للموقع اهمية عالية لاقامة الشعائر لعبادة الجبال.
- كان شعب الانكا يقدس الحقول الصخرية.
- عمد شعب الانكا على مشاركة الثروة، و عدم امتلاك الافراد بشكل شخصي، بل يحصلون على ما يكفيهم فقط واما الباقي فيعود للحكومة.
- لم يكن لديهم أموال متداولة بين السكان، بل كانت دورة الحياة ممتازة، و كانوا يحصلون على كل ما يريدون من الدولة.
- كانوا شعبا اجتماعيا، و دولة عادلة.
- امتلك شعب الانكا خبرات في العديد من المجالات منها: الزراعة، نسج القطن، صياغة الذهب و الفضة والنحاس، و اتقنوا النحت و الادب و الرسم و صناعة الحرف، و عمدوا الى تريية المواشي كاللاما و الالباكا.
- لم يهوى شعب الانكا السيطرة، ولم يحبوا الحروب و سفك الدماء، الا انهم احبوا الانتشار و اتجهوا نحو التوسع.
- كان هدف الانكا بناء حضارة و مبان خالدة، و الانتشار في جميع بقع الارض.
- نجحوا في التأقلم على نقص الأوكسجين حيث تطوروا جينيا، فلم يعد يتأثر ذلك الشعب بنقص الأوكسجين.
- قاموا ببناء مضادة للزلازل، وذلك لما تميزوا به من حس معمتري متفرد، فقد عمدوا لفهم طبيعة ارضهم، وبنوا المنازل لامكانية تخطي الزلازل عن طريق بناء المنازل بقطع حجرية صغيرة يمكنها ان تهتز بما يكفي لتعود لترتيبها السابق بعد انتهاء الزلزال.
- كانت لغتهم شفهية لفظية غير مكتوبة و اسمها رونا.
نهاية حضارة الانكا:
تعليقات
إرسال تعليق