
الأمازونيات:
مقاتلات من عصور خلت، سكنّ التاريخ، وحاربنَ أشرس الرجال، عِشن في مجتمع تملؤه النساء، وأُدرجن بين الأساطير من القصص، قيل أنهن واقع حيكت رواياته منذ القدم، فما حقيقة هذه الروايات؟
نبذة عن الأمازونيات:
يشاع انهن مجموعة من النساء، يعشن دون رجال، عملن بالصيد والزراعة والصناعة وصناعة الأسلحة، تعلّمن ركوب الخيل، حتى زعم البعض أنهنّ أول من سخر الخيل لخدمتهن، قمنا بأعمال الرجال كافة، قاتلن بعتيٍّ وشراسه، خُضن أعنف المعارك، استطعن ببسالتهنّ وبأسهنّ غزو الأراضي واحتلالها، فقد كنّ بارعات في القتال، وربما أبرع من الرجال...
قبيلة نسائية:
نساء كرهن الرجال، وفضلن عداوتهم، ولكنهنّ عمدن إلى الاجتماع بهم مرة في كل عام، بغية الإنجاب والتكاثر، ومن المتعارف عليه في القبيلة النسائية أنه لا مكان للذكور، لذا وبحسب الكثير من المؤرخين، فقد كنّ يحتفظن بالمولودات الإناث، ويعدن الذكور الى آبائهم، في حين ان البعض الآخر من المؤرخين ذهبوا الى الاعتقاد بأنهنّ كنّ يقتلن اطفالهنّ الرضع، وذلك لاعتقادهن ان الذكور لا جدوى منهم ولا نفع من تربيتهم...
معنى "الامازونيات":
كان الإغريق اول من ذكر الامازونيات، وجاء تفسير الاسم على لسان المؤرخ "هيلانيكوس" من القرن الخامس قبل الميلاد، وفسرها على انها كلمه مركبه تعني نقص في الثدي، اي أنهن قمن بقطع الثدي الأيمن، وذلك بحسب ما تم تداوله واستنادا الى تفسيره، وذلك ليصبح استخدام القوس والنشاب افضل أكثر دقة، فوجود الثدي يعيق سرعتهن القتالية، ولكن الإغريق اختلفوا مع هذا التفسير، فإستنادا الى ما جاء في الآثار المكتشفة، والتي جسدت الأمازونيات ومعاركهن ومآثرهن، فقد نفت تلك الآثار والمخطوطات كل ما تم تداوله عن قطع الثدي. ثم أتت نظرية مغايرة لتفسير معنى كلمة امازونيات، وذلك تبعا لاصول اللغة الايرانية والتي تعني المحارب، واما باللغة الأرمينية تعني آلهة أو كاهنات القمر.
نظرية ليس الّا:
بقي موضوع الأمازونيات محل جدل الى ان تم نشر نظرية في القرن العشرين تزعم أنهن أسطورة ليس الا، وان الحقيقة مختلفة تماما، وان الاغريق قد صادفوا قبيلة من الرجال لا لحيه لهم فظنوا انهم نساء.
مقبرة نسائية غامضة:
وظلت النظريات تتبدل وتتغير، حتى تم اكتشاف مقبرة تعود الى 2000 عام، فيها 150 قبرا، تحوي رفات نساء، وذلك في بداية التسعينات حيث كان هناك بعثة استكشافية استهدفت مقبرة، اكتشفوا خلالها 300 امرأة مدفونة يتراوح اعمارهن بين 10 وال 45 سنة، كلهنّ مدفونات مع عتادهنّ الحربي، حتى ان بعضهن قد دفن والاسهم مغروسه في عظامهن، وغيرهن مدفونات والفؤوس عالقة في جماجمهنّ، وقد دفن على حالهنّ كالمقاتلين آنذاك، وقد توصل الباحثون الى معلومات قيمة، منها أنهن كنّ اطول واضخم من النساء اللواتي عشن في تلك الحقبة، كما كنّ ذو بنية قوية تضاهي بنية الرجال، و ربما افضل منها واقوى، كما انهنّ حاربن بشجاعة وشراسة وبأس شديد، واخيرا اثبتت تحاليل (DNA) ان الجثث تعود لنساء بعضهنّ قد قتلن، وآخرين لديهن اصابات اثر معارك خضنها.
حقيقة رواية المؤرخ "هيرودوتس":
وفي تقرير للباحثه "ادريان مور"، ذكرت خلاله ان الاسلحة التي دفنت مع المقاتلات تتطابق مع الأسلحة التي كانت مع الامازونيات، وان الاماكن والمقابر في اراضي استوطنها البدو الرحل السرماتيون، الذين عاشوا بين القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، تماما كما ذكرها المؤرخ "هيرودوتوس" في رواياته، في القرن الخامس ميلادي، وتقول رواية "هيرودوتوس" والذي يسمى بأبو التاريخ، انه في نهاية القرن السادس قبل الميلاد وقرب بداية القرن الخامس قبل الميلاد هُزمت الامازونيات على يد الملك الإغريقي فينيسيوس وهرقل، فلم يتقبلن أن يبقين أسيرات عند الاغريق، فقررن الرحيل، فغادرن بثلاث سفن مليئة الأمازونيات المحاربات، حتى وصلن الى اراضي سكيثيا، حيث قابلن السكيثيين، فتزوجن من الرجال السكيثيون، ليظهر بعدها قبيله جديدة أطلق عليها اسم السرماتيون وعاشوا في مجتمعات تتساوى فيها النساء..
وأخيرا:
وبهذا تكون احتمالية وجود مجموعة نسائية مقاتلة أمر قد يرتبط ا تباطا وثيقا بالحقيقية، وذلك تبعا لما آلت اليه الأساطير والروايات التي حيكت طوال تلك السنين، والتي ترجمت على هيئة نظريات واكتشافات…
تعليقات
إرسال تعليق