الجبل المقدس:

انه جبل مقدس ذكر في حضارات كثيرة، واندرج اسمه تحت مسمى الاسطوره، قيل فيه العديد من الروايات، واطلق عليه العديد من الاسامي منها جبل مومير، سوميرو، ميرو وغيرها من الاسامي، آمن بوجوده الكثير، واختلفت فيه الحكايات، ولكن القصص كلها اجمعت على انه جبل غامض خفي، يحمل اسرارا عجيبة.

الرواية الهندوسية:

في المعتقدات الهندوسية، تنص الرواية على انه جبل من الذهب الخالص، مكانه الأرض يمر بجذوره عبر مراكز الارض، كي يتجذر بعروقه داخلها حتى يصل للجحيم، ومن الناحيه الاخرى يصل ارتفاعه الى نحو مليون كيلومترا وصولا الى الجنان العليا.

يعتبر الجبل المقدس مقر إقامة الآلهة الهندوسية العليا، فيه اربعة حراس سماويين يحرسون العالم من آلهة طردت من السماء بسبب ذنوبها، وتقول الاسطورة ان احدا من البشر لا يستطيع الاقتراب من ذلك الجبل. 

الرواية الإغريقية:

اما بالنسبه للروايه الإغريقية، فهناك أسطورة يونانية قديمة، تقول أنه جبل ذو ارتفاع شاهق، يصل طوله الى 2918 م يعود تكوينه الى حوالي 20 مليون سنة. أطلق عليه اسم "أوليمبس"، في حين اتخذ الآلهة "زويس" من قمته مسكنا، و بنى عليها قصرا، في منطقة لم يحدد موقعها بعد، وهذه المنطقة اسمها ثاليا. شيد القصر ليكون قصرا تتم فيه ادارة شؤون الكون، وتجتمع فيه الآلهة لأنه المرجع الاعلى والبيت الروحي. ورغم كل المزاعم حول وجود الجبل الا انه لا أثر للجبل ولا للقصر حتى يومنا هذا.

الرواية البوذية العجيبة: 

نجد في الديانة البوذية انهم اطلقوا عليه ايضا اسم سوميرو، ولكن ما اثار الجدل انهم اعتقدوا انه جبل ذو اربعه اوجه، فوجهه الشمالي من الذهب الخاص، والجنوبي من اللازورد، أما الجهة الشرقية فمن الكريستال النقي، بينما يشاع ان الجهة الغربية من الياقوت، اعتقدوا ان مكانه في العالمين المادي والروحي، وانه جبل يوجد في اعلى قمته قصر ذهبي، يعيش فيه الألهة شاكرا، تدور حوله الشمس والقمر، فتحل فتحل عتمة الليل الحالك عندما تصبح الشمس خلف الجبل، تجده في الرواية محاطا بدائرة من سبع جبال من الذهب الخالص، كله جبل منهم ينفصل عن الآخر ببحر، كما ان الجبل سوميرو نفسه يفصل بين اربعه قارات تحدها المياه.

رأي الدين الاسلامي في قضية الجبل المقدس:

و في الديانة الاسلاميه، ذهب بعض اهل العلم الى ان الجبل غير موجود، وان النقاش في اساطيره مرتبط بالشرك بالله،  اما البعض الاخر فقد رجح أنه قد يكون موجودا حقا، مما جعله موضع جدلا بين العلماء المسلمين، دفع البعض منهم للقول انه جبل اسمه جبل "ق" ونسب اسم الجبل لسورة ق في القرآن الكريم، و جاء فيه انه جبل لم تره عين، غامض يحمل في طياته الكثير من الاسرار، فمنهم من قال انه يقع على حافه الدنيا، ويحيط بالارض من كل جنب، ومنهم من زعم انه معلق بين السماء والارض يحيط بالارض، مكون من الزبرجد الاخضر، وبذلك تكون السماء قد تلونت بلونه، وفيه ملك موكل به. هذا الاعتقاد رتبط احدى اساطير ذو القرنين بحكاية الجبل الاخضر، فتقول الأسطورة ان ذو القرنين وصل الى جبل قاف وقابل الملاك اسرافيل على سفح الجبل، معلنا يوم القيامه، منتظرا النفخ في الصور، بالاضافة الى رواية تقول ان يأجوج ومأجوج موجودون على هذا الجبل وكان ذو القرنين بني السد العظيم لمنعهم من غزو العالم، وبذلك يكون هذا السبب الابرز لعدم قدرة احد على رؤية الجبل او الوصول اليه. ورغم هذه القصص مازال هناك الكثير من اهل العلم من يرفض موضوع الجبل، وذلك استنادا الى ما توصل اليه العلم من ان الارض معلقه بين السماء والارض بلا اعمده او جبال تحيط بها.

آراء ونظريات تثير الجدل:

العديد من الديانات الاخرى التي أتت على ذكر قصصا مماثلة عن الجبل، الا انه حتى اليوم لم يتوصل العلماء لاي اكتشاف يدل على وجوده سوى خريطة "جراردوس ميكاتور" وهو من رسم خريطة العالم بشكلها المعروف لنا، واخفى خريطة خاصة بالقطب الشمالي، والتي وجدها الباحثون لاحقا، وهي عبارة عن رسم أربع قارات يفصل بينها الماء بواسطة جبل شاهق اسمه ميمورو، وقد اخفيت عن العالم لأسباب غامضة.

 اضافة الى الخريطة، يوجد نظريات أخرى تدعم وجود الجبل في القطب الشمالي، خلف الجبال الجليدية. وبحسب النظرية يتحكم الجبل بمغناطيسية الأرض وبحركه الكواكب والنجوم، كما انه، وبسبب صخرة سوداء اطلق عليها اسم "روبس نيغرا"، كل البوصلات تدل الى الشمال، لانها عبارة عن مغناطيس كبير، و بسببها ايضا تعد حركة الطيران والملاحة معدومة هناك، مما أتاح إخفاء الجبل والجزر المحيطة به عن الأنظار ليبقى الجبل المقدس سر غامض من أسرار الكون الواسع..