Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

التجرد من الخطأ - أقنعة المثالية - تصنّع المثالية

التجرد من الخطأ - أقنعة المثالية - تصنّع المثالية

تصنع المثالية:


 هل فكرت يوما بحجم الإساءة التي قد تسببها في حق أحدهم متعمدا أو غير متعمد من خلال كلام متعجرف غير متزن؟

كثيرا ما تقابل من الناس من يكون متجردا من الأخطاء مختبئا خلف آلاف الوجوه التي تتصنّع المثالية والواقعية، وكثيرا ما يكون الإحساس بالتجرد من الأخطاء موجودا داخل الكثير من الناس. ويحاول أحدكم هدم صورة آخر بالحديث عن هفواته التي كان صاحبها معرضا عنها، و طواها في كتب الذكريات، فهل لأحد حق المباهاة بالكلام عن أسرار الغير، وسرد قصص قد لا يكون لها صلة بالواقع؟ والهدف هو تصنع العلم بتفاصيل الغير. 

من منا لا يخطئ؟ من منا لا يحاول التغاضي عن أخطاء حدثت في حياته؟ فلا يأتي أحدكم مختبئا خلف قناع المثالية محاولا العبث في حياة غيره، فلا  تبرير لفعلته سوى الخبث والمكر، تمعّن جيّدا في حياتك، وتذكر هفواتك، وأعد التفكير جيدا بما يخرج من فمك، فإما ان تنطق خيرا او اعرض عن الحديث، فالذي تنسبه اليوم لغيرك من الكلام المسيء سيعود اليك يوما مضاعفا، ولا تبحث خلف شخص أراد له الله الستر وحفظه من أقنعة الشر، فكلنا عابثين لولا حفظ الله، فلا تتعالى ولا تكن جليسا غير مرغوبا، ولا تنتقد شيئا لا صلة لك فيه، ولا تكن مع الذين يتفادى الناس الحديث معهم، بل كن خير جليس، ولا تنطق سوى أدبا، ولا تدع الحديث يجردك من المبادئ والأخلاق التي تربيت عليها، فكلنا تربينا على الكتمان في حضرة المجالس وعلى السكوت عن  زلات الغير، فربما تلقى جميل خُلقك في يوم زلتك، وترى الناس معرضين عن أخطائك.

وتجري العادة ان تكون صاحب علم بما لا يعلم الآخرين ، و تحاول فرض رأيك، ولكن الحقيقة أن كل شخص يرى المواضيع من منظاره الخاص وبوجهة نظر خاصة، و لكل شخص نيّة مختلفة، فلا يمكنك الحكم على تصرفات غيرك دون معرفة نواياه. وفي المختصر، لكل موقف صحيحه ولكل نيّة موقف، فلا تقف خلف الاقنعة وتحاول رميَ الفتن وكأنك عالم بخفايا القلوب والنوايا، ولا تظنّ أن التصنّع في التجرد من الأخطاء يجعل منك آية من المثالية العفيفة، فموقف واحد كفيل بإظهار طباعك وارائك الغير سليمة، ونواياك الممزوجة بالشر.


اختلاف الطباع:

تقبل ان الاراء مختلفة و اقتنع بأن لغيرك وجود وكيان مختلف عنك، وله الحق باختيار مواقفه، وله الحق بالاعراض عن هفواته وهفوات غيره دون التبرير لك، فلا تقحم نفسك فيما لا يعنيك، ولا ترضى لغيرك الإساءة التي لا تريدها ان تعود عليك يوما. ابتعد عن حياة الآخرين وكن خلوقا، واترك خلفك اثرا طيبا. أما المثالية المصطنعة التي تعيش فيها ما هي الا وهم من نسج خيالك، فكلنا بشر وكل يوم لنا زلّة، وكل زلة تُغتفر، فخير الناس من يعرض عن الاخرين وخير القلوب القلوب المتسامحة ذو النوايا السليمة.


التجرد الفعلي من الخطأ:

وكي تكون متجردا من الخطأ حقا عليك بحسن الظن، والتوقف عن النميمة، كما عليك بالتوقف عن التدخل في حياة الاخرين ومحاولة إجبارهم على الاقتناع برأيك أو التصرف كما تريد، فقد تكون أنت المخطئ. لا تتشبث برأيك ظنّا منك أنك الصواب بعينه، ففي النهاية مرّ على الجميع الشعور بالتجرد من الأخطاء، ولكن اشخاصا قد استيقظوا من غفلتهم وعرفوا أن لا مثالية بين البشر، واقتنعوا بأنّنا جميعنا نخطئ، وهذه الاخطاء ما هي الا دروسا تدلّنا على طريق الخير. ولكن اشخاصا آخرين ظلّوا متمسكين بغفلتهم مصرين على الاختباء خلف أقنعة المثالية، لاعتقادهم أنها طريقهم للتجرد من الاخطاء.

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع