المرأة في مجتمعنا:
إن المرأة في مجتمعنا الشرقي تعاني منذ يوم ولادتها، فالكثير منا مازال يحزن حين التنبؤ له بولادة فتاة، فهو يراها تهديدا لكيانه، كونها مصدرا للعار. تترعرع الفتاة وتكبر في أجواء مشحونة بالجهل والغضب فتشعر بعدم الرغبة بها بين أهلها، فبدل تربيتها و تأمين حياة هنيئة مطمئنة لها، يحاولون بشتى الطرق أسر طفولتها في قواعد وقوانين ظالمة ويجبرونها على العيش مكسورة الخاطر مذلولة خاضعة، فتنشأ في بيئة مليئة بالخوف وعدم الاستقرار النفسي.
وفي حين تبدأ الفتاة بالنضوج، يبدأ نهج المجتمع الخاطئ ، ويبدأ كل شخص بالتصرف على أنها بركان من العار، فيبحثون عن زوج لها حتى لا يأتي يوم وتكون سببا في انحناء رؤوسهم خجلا، يختارون لها الزواج كي يتخلصوا منها في حين تكون صغيرة او غير مستعدة لهذة الخطوة، ويصورون الزواج لها على أنه قارب النجاة من الحياة التي تعيشها، فترضى وتظن ان الحياة ستعطيها فرصة للبدء من جديد وتعيش حياة كريمة.
فتنتقل لبيت زوجها، فيعمل عمل ابائه واجداده ويسلب ما أمر الله لها به، لا يعترف بحقها ولا يدرك بشاعة فعله وتأثيره عليها، ولا مقتنعا ان للمراة حياة كريمة يجب أن تعيشها، غير مصدق ان لها من المشاعر الرقيقة ما يجعلها تهرم من افعاله، يعيش حياته كما يحب وينسى ما تحب. يتكابر ويتعالى ويظن ان الرجل لا يكون رجلا الا بصوته المرتفع وتصرفاته الصبيانية واهماله المتكرر لراحة زوجته وسعادتها، ويظن أن زوجته أشبه بخادمة تلبي له طلباته وتعيش على هواه ولكن الحقيقة ان للمرأة كيان و وجود مثلك و ربما أكثر؛ فزوجتك وأمك، و أختك وابنتك اللواتي تعمل على اذلالهن وسلب حقوقهن وتتعالى على أحزانهن ، هنّ نصيرك للجنة، فاترك اتباع المجتمع الفاشل، وعد لله تجد ان للمرأة حقوقا عليك اكثر من تلك التي هي عليها، فلا تتفوه بكلمات تجهل حقيقتها ولا تختبئ خلف اوهام اسمها اتباع الاديان والاعراف، ولا تسير على نهج المجتمع الجاهل.
نهج المجتمع:
هذا المجتمع جاهل بحقيقة وقوة المرأة، فهي تعيش حياتها كالمحاربة تدافع عن وجودها وكرامتها؛ لا احد يبالي بما تريد، ولا احد يسمع صوت مطالبٍ هي حق لها قد تغاضى عنها الجميع و تناساها. مجتمعا مخادعا لبس ثوب الذكورية المصطنعة. يجهل هذا المجتمع ان لها من حقوق العيش أكرمها، يحيكون تفاسيرا واقوالا ومعان تناسبهم ثم ينسبونها لله بغية ترهيب المرأة او سلب حقوقها بدون خدش صورتهم الملائكية الخادعة. والمؤسف ان الكثير من النساء جاهلات كجهل الرجال، غير مدركات حقوقهن، مصدقين واثقين بكلام مجتمع فاشل. يكذبون عليها ويلغون وجودها. لا أعرف ان كانوا يكذبون عمدا، ام انهم يظنون انه الصواب، ولكن اما فيكم من رجل يبحث عن الحقيقة؟ اما سأل أحدكم عن دور المرأة في حياته؟ اما أصابكم الفضول لمعرفة لم جعل الله للمرأة دورا في دخولكم الجنة ؟
اهمالك للمرأة التي في حياتك قد يسبب لها المتاعب، فحاول أو تكون رجلا، وكن أهلا بهذه الرجولة، ولا تفعل فعل الجاهل، واصرف عنك اوهام نسب العار للمرأة، فإن الرجل كالمرأة ولكن المرأة مستضعفة، فلا أحد يحاسب الرجل على زلاته رغم ان الله وضع له العقاب المضاعف، فلا تغفل عن حقيقة بين يديك وهي ان للخطأ وجه واحد، ان كنت رجل او امرأة فالصواب صواب، والزلة زلة، فلا تختبئ خلف أشباه من الرجال وتفعل افعالهم وتخسر احترام النساء اللواتي في حياتك، وكن مختلفا عن هذا الجهل المتفشي في مجتمعك وامشي في درب الصواب واعدل عن نهج المجتمع الجاهل.