:أن تكوني أم
أن تكوني أم يعني أن تحملي على عاتقك مسؤوليات كثيرة تفوق طاقتك. أن تكوني أم يعني أن تشعري بقلبك يتجول أمامك، وأن تكون مشاعرك متقلبة متغيرة، تتقلب مع تقلبات مخلوق صغير. كونك ام لا يعني تجردك من حقك بالحياة أو ان تحملي جميع المسؤوليات وحدك، نعم المسؤولية الخاصة بك كبيرة وصعبة ولكن تذكري ان بامكانك عيش يومك مع طفلك بمشاركة شريك حياتك أسعد لحظات وأثمنها.
في البداية اريد ان اذكرك ايتها الام بأن لا داعي للانصات للكلام المشؤوم عن تغيير حياتك وانشغالاتك واهتمامتك بعد الولادة، فأنت مازلت اهلا بالحياة ومازلت انسانا له الحق بممارسة نشاطاته واعماله اليومية، ولك الحق بأخذ قسط من الراحة، لا تجعلي احدا يؤثر فيكِ ويكون سببَ دخولك عالما من الاكتئاب، ما ان تضعي مولودك و تشعرين بالتحسن عودي لحياتك الطبيعية و مارسي نشاطاتك واهتمي بجمالك. ستجدين صعوبة في البداية في تنظيم وقتك ولكن عليك بالصبر. أن تكوني أم هو شعور مختلف عن كل ما تشعرين به فهو حبٌّ غير مشروط وتضحية تتخطى العقل والمنطق، ولكن ابتسامة ترسم على وجه طفلك او سعادة تظهر في عينيه بمجرد رؤيتك ينسيانك كل تعب ومجهود قمت به خلال يومك. وبعد فترة من الصبر على تنظيم وقتك وعودتك لطبيعة حياتك ومشاركة طفلك لك في جميع اهتماماتك يجعل لنشاطاتك معنى مختلف، ويُشعرك بأن الحياة أصبحت أجمل وأن عودتك لها بمثابة ولادة جديدة لكِ.
كونك ام وزوجة يعني أنك متميزة فهذا يجعل منك امرأة مثابرة في الكثير من الاعمال. أعمال المنزل وتربية الأطفال وحدهما كفيلان بجعلك مرهقة وغير مرتاحة الا أن طاقتك الهائلة والقوة التي بداخلك تصرّان على جعلك مجتهدة في واجباتك ومبتكرة في عملك و يعطيانك الدافع لإثبات نفسك مع كل شروقٍ للشمس. فالام العاملة أو الام التي تحاول رسم مستقبل لها ولعائلتها هي أم مجاهدة. ولكن كونها بهذه القوة والثبات لا يعني إلقاء جميع المسؤوليات عليها فهي لن تستطيع فعل هذا وحدها، ولن تسعد الا اذا اقدم شريكها بمشاركة تلك اللحظات الثمينة معها.
:أهمية دور الاب
القليل من الرجال لديهم الوعي الكافي لمعنى الابوة، فالتربية غير مقتصرة على المرأة. تربية الأطفال تحتاج للاب كما الام، فالتهرب من المسؤولية يؤثر سلبا في نفوس الاطفال، الابوة ليست بتأمين المأكل والملبس فقط بل هي احتواء وحنان وإعطاء الوقت الكافي للأم كما الاطفال، فمشاركة الطفل نشاطاته ورعايته والاهتمام به يخلق شعورا جميلا وامتنان عظيما لكونك أب ويعزز علاقتك بطفلك ويقوي شخصيته ويسعده، وجود الاب بجانب طفله يشعره بالأمان والاطمئنان، فلا تفوتك لهفته عليك بعد يوم عمل متعب فمجرد أنه ينتظر عودتك يعني أنه بحاجة لوجودك معه فلا تتباخل بإعطائه هذا الحق، فالطفل ليس بحاجة الا للحب ولا
يعرف سوى الاهتمام ولا يطمئن إلا مع ابويه. كما أن وجودك بجانب زوجتك و مساعدتك لها هو حق عليك، فكونك زوج يعني أن تتشارك الحياة مع شخصا آخر كاتمام المهام اليومية ومساندتك لها وتربية أطفالكم يدا بيد بدلا من عيش حياتك غير مبال بما يترتب عليك من مسؤوليات، مشاركة المهام اليومية البسيطة تقوي العلاقة بينكم وتخلق بيئة مناسبة لينشأ فيها اطفالكم، وكونك أب يعني تغيير الك
اولوياتك وجعلها تقديم الدعم والكافي والحب لعائلتك.
إن للمرأة الحق بالعمل والحياة كما الرجل فلا يضيع احدكم على الآخر فرصته لعيش أيامه كما يهوى، فبرغم من أن تعب المرأة مضاعف ومسؤولياتها كبيرة الا انها لن ترضى عن نفسها دون إثبات ذاتها ودون ودون شعورها بأنها موجودة فعلا. فكونها أم أو زوجة لا يعني أن تمكث في المنزل كأنها عاجزة عن الحياة. وتذكر أن المرأة هي نصف المجتمع وقد وصى بها الله لذا عليك أيها الرجل أن تساعدها لتحقيق ذاتها وأن تكون بجانب اطفالك لتؤدي رسالتك كأب بار بأبناءه فهم بحاجة إليك. وكن على يقين دائم ان إضاعة وقتك بعيد عنهم يخلق فراغا بينكم ويجعل الحياة غير عادلة على الام ويضيع عليك فرصة لعيش حياة هانئة بالقرب منهم.