الكلمة:
للكلمة تأثير كبير في نفوسنا, فلها
أن تحيي أملا أو تضيء عتمة, ولها أن تكسر قلبا وتسلب حلما. فكثير منا بات ليال طويلة اسير كلمات جارحة وفكر محطم, لذا يجب علينا انتقاء الكلمات والتفكير بها علّنا نجتنب إيذاء مشاعر الاخرين, فقد تكون أنت بمزاج يجعلك تقوم بالسخرية أو
النقد أو القاء الكلام اللاذع الموجع وانت جاهل للأذى الذي تسببه في نفس شخص آخر.
فهل يحق لنا السخرية من الاخرين؟ وهل يحق لنا قول كلام مرير بحجة الغضب؟ وهل من
المقبول أن تحكم أحكاما مسبقة على الآخرين؟
ليس من العدل أن يقوم أحد بالتفوه بكلمات لا يدرك وقعها في أذهان سامعها.
فهناك من يحاول انتقاء كلماته وتفهم مشاعر الاخرين ليتفاجأ بحجم الإساءة التي
يوجهها له أحدهم دون التفكير بعواقبها, فكلمة عادية قد تقولها في غير موقعها قد
تكون سببا بالإحباط التام والتدمير الكامل له.
تأثير الكلمة:
كثيرا ما سمعنا عن قصصا بدأت
بأحلام وردية وآمال رُسِم لها بين النجوم حكاية ولكن كانت النهاية مؤلمة,
والسبب كلمة دخلت في القلب فجعلته حطاما, وكسرت شيئا عزيزا في النفس, شيئا لن تعيده
الف كلمة أو موقف. وقصصٌ أوّلها كلمة يقوم سامعها باستغلال معانيها والعمل على خلق
النجاح من قساوة القول وعلى أخذ المواضيع بإيجابية. وقصصا أخرى خطّت النهاية حروفها وهدمت سنيناً من بناء العلاقات وطوت ماضٍ طويل من الود والحب.
لا تدع أحدا يخبرك من أنت أو يؤثر على مسامعك, ولا تعطي الحق لأحد أن يحكم على تصرفاتك ولا السخرية من واقعك, ولا تسمح للكلمات أن تعيق طريقك وتحبطك وتجعل منك انسانا بائسا. تخطى الكلمات, تخطى الأذى ولا تعطي المنتقد أي قيمة وامشي تاركا خلفك أثرا من كرامتك ودع الأيام تثبت من أنت. اعرض عن التبرير والتفت لتحقيق ذاتك. فالرد الوحيد على الانتقادات والاحكام والكلام الجارح هو العمل على خلق نفس جديدة من بقايا الأذى. ولا تترك للكلمات مجالا بجعلك انسانا قاسيا حقودا بل اصرف اهتمامك عنها واحفظ كبريائك وانظر لقائلها على أنه غير موجود, فقول جميل ومجاملة بريئة خير من نصيحة أو انتقاد لاذع والحجة أن الحقيقة مؤلمة, و خير من حكم مسبق والمغزى أنك تريد ان توقذ غيرك من غفلته ألا تدري أن فعلك وكلامك قد يجعله يدخل في سبات عميق من المشاعر الهشة المنكسرة, ألا تعرف ان للبشر أحاسيس تختلف عن بعضها فالبعض قد تدمره كلمة وتجعل في عينيه نظرات تعيسة و هدوء مريب وقلة حيلة, وسكوتاً يهيئ لجميع من حوله أنه أبديّ. وقد ترى أحدهم سعيدا حالما راضيا بما هو عليه فتأتي كلماتك كالسيف تقتل كل جميل في نفسه وتحول بينه وبين سعادة كان ينظرها, الا تعي أن مشاعر الناس ليست متاحة لك للعبث فيها. قد تكون غاضبا ويخرج منك كلاما مسيئا فتحيد عن ما بدر منك غير معتذر تاركا ضحية كلماتك الغاضبة اسيرا لأفكار ومعاناة واحباطات والحجة أنك غاضب ومستاء منه, ألا تعرف أن عليك بقول الكلمات التي تقبل ان تسمعها, فربما ما تستهزأ أو تنتقده اليوم يكون مكبل اليدين غير قادر على التغيير فتكون لكلماتك الضربة الموجعة, وربما ما تراه اليوم أقل منك شأنا وتحاول التقليل منه مع كل فرصة يصبح في الغد مختلفا, وربما من تظنه أسيرا لوقته الفارغ وتسمعه كلمات قاسية يعمل في الخفاء ويحاول جاهدا الصعود على سلم خاص به, فلا تقلل من شأن أحد ولا تحاول أن تشعر الاخرين بالنقص, بل يجب عليك أن تزين كلماتك في ميزان من الاحاسيس قبل قولها تجنبا لشعور شخص بالخزي أو الخجل أو انطواء شخص آخر كان مفعما بالحياة والجمال.