تعريف الفراق:
تتعدد أسباب الفراق فلكل علاقة مصير مختلف, فمنهم من يتخلى عن من يحب ومنهم من تجبره الظروف على الفراق, ومنهم من
يحاول التمسك بسراب هش فيأخذه الفراق سهوة ويجد نفسه وحيدا تائها مشتتا. تتعدد الأسباب
والمعاناة متشابهة.
ما هو الم الفراق:
ويحدث في لحظة الفراق ان تشعر وكأنك وحيد خائف محطم, وكان كل ما فيك يؤلمك
وكأنك تريد الصراخ والبوح عما يحرق روحك, تبحث عن أشلاء قلبك المبعثرة وتمشي طرقاتك
كأنك غريب عنها، تمشي بخطى غير واضحة تتأرجح
من فرط المعاناة, وكأن كل ما في هذه الحياة غير مألوف, تجد نفسك تائها في الاحياء
التي اعتدت السير فيها, وتائها بين ثنايا روحك, تريد الهرب من نفسك, تريد الخلاص.
تنظر حولك فلا ترى الا خيالا ولا تسمع سوى أصداءا بعيدة فحبيبك معك أينما تكون
يسكن في القلب وفي أعماق الروح.
ويحدث ان تشعر بعمق الأذى والمعاناة الذي سببته لروحك, ولكن هل يكفي الاعتذار لنفسك عما سببته لها؟ فقد ظننت ان الامر سيأخذ منك
بعض الوقت وستهون عليك الشدة بعد العديد من الأيام, ولكن تأثير الفراق ليس بالأمر الذي
يسهل الاعتياد عليه, ففراق الاحباب مرّ, وكأنك تخرج قلبك من بين اضلاعك. ستدرك ان
بعض المشاعر لا تموت بل وقد يحييها البعد ويزيدها حياة مع كل نبضة من نبضات القلب.
ويحدث ان تشعر بالوهن في روحك وعدم الرغبة بالحياة, وتقرر ان تعيش بين ذكريات الماضي وبين امل تنسجه من قطرات الماء فعسى ان يذكرك من تحب وعسى ان يعود لقلبك. تقف خلف النوافذ
وفي الشرفات مشتتا تأخذك الأفكار والاوهام وتعذبك الذكريات. وبعد صراع طويل مع الالم تقرر الخلود للنوم علّك
تستجمع بعض القوة لمواجهة هذه المشاعر ولكنك تجد نفسك تائها في الاحلام
فتعود للواقع المرير.
ويحدث ان تكون موجودا في مكان وروحك هائمة مشتتة في مكان آخر تحاول العمل
او الخروج والتسلية ولكنك تفشل. انت لا تريد من واقعك سوى ان تعود الحياة لقلبك المعذب
وان تنعم بقرب من تحب. ثم ان محاولاتك البائسة لإعادة نفسك تبوء بالفشل مع كل مرة ولكن لا تيأس
فرغم الانكسار وعدم الثبات الا انك ستعرف طريقك للنجاة يوما و ستجد الراحة التي تبحث عنها في مكان ما.
الحل لقلبك المعذب:
ويحدث ان تتخذ قرارا بأن يبقى هذا الحب بين الروح والقلب هائما حبيبا
ابديا, تجعل مكوثه بين اضلاعك دافعا للتقدم والحياة. تتعايش مع الآلام وكأنها قدر
محتّم عليك, و تأسر قلبك في اسوار من الأسى فمن دخله لا يخرج منه كي لا يتيح للقلب
ان يعذب من جديد. تجلس وحيدا في نهاية يومك تحدث قلبك عن ما مررت به و عن لوعة
الفراق التي مازالت تضج في الروح وكأنك ترمي بحمل اكتافك لتعود قويا في اليوم الاخر.
فالتعايش مع الألم وتحفيز الذات على
النجاح افضل من المكوث حزينا شريدا لا تفعل شيئا سوى البكاء والتأمل. يجب عليك بعد
كل فراق ان تستجمع قواك ونفسك سريعا وتحاول العبور الى بر الأمان ولا تدع الموج
يخطفك ويغرقك في بحار من الاسى واليأس, بل كن على يقين بأن القوة تخلق من
المعاناة, والنجاح يبصر النور بعد الصبر على الحيرة والالم, فما من شيء يستحق ان
تميت روحك بل فاجعل الامل ينبت من بين الهجر والوحدة. كن لنفسك كل شيء ولا تفتح
للحب بابا ولا تكن مثل الذين يريدون العشق سبيلا للحياة, فالحب سيف ذو حدين اما ان
يحييك واما ان يميتك, فإن احياك تحيا مرة مع كل صباح, وان اماتك يميتك مع كل نفس
ومع كل رمشة عين فلا تدع الحب يكسر روحك ولا تذرف الدموع على وهم اسميته الحب, فالحب
الابدي هو الحب المعذب.