ما هي العائلة؟
العائلة هي الملاذ الآمن الذي تعود اليه بعد كل انكسار وإنجاز, هي المكان
الوحيد الذي ستجد فيه الراحة والطمأنينة والايدي المفتوحة القادرة على احتوائك
واحتواء كل ما تمر به, قد تختلف أساليب التعبير عن الحب والخوف الذي يشعر به كل
فرد من افراد العائلة وقد تختلف طرق التربية والمعاملة, ولكن اليقين الوحيد المتفق
عليه في قوانين العائلة هو ان لا احد قادر على نزع أحد من قلب الآخر, ولا أحد يحق
له التخلي عن غيره مهما تعددت الخلافات والأسباب.
معنى العائلة:
أن تكون وسط عائلة لا يعني ان تكون جميع أيامك مليئة بالسلام والراحة ولا
يعني أن تكون طلباتك جميعها مجابة, فالعائلة هي مجموعة من المواقف والتناقضات
والمشاعر التي تتأرجح بين العقل والمنطق وبين القلب والانتماء, العائلة هي مجموعة
من الأشخاص والمواقف التي تبعث الشعور بالأمان وتخرجك من وحدتك.
مواقف:
جمال البيت والعائلة يكمن في الحب والتسامح ومساندة بعضكم البعض كما يكمن في تفهم تقلبات وتناقضات الاخرين.
قد يأتي عليك من الأيام أشدها وتظن
أنك تريد الرحيل والابتعاد وتشعر أن الازمات والخلافات والخيبات المتتالية تعيق سبيلك للوصول للراحة, ولكنك وبعد محاولات كثيرة ستجد الراحة كامنة في تخطي ما يؤذيك والعدل عن الرحيل فبعض المواقف تحتاج القوة في
التسامح للحفاظ على هذه العائلة وعلى الوجود فلا وجود للإنسان بلا عائلته ولا خير له
الا فيهم, ومهما تعددت الأسباب تصالح معها وجد الحلول.
وقد يكون البيت الذي ترعرعت فيه من البيوت المليئة بالهدوء والسكينة السلام,
الا ان طبعك المتمرد غالب على الأمان الذي يحيط بك, فتذهب لتجربة ما يعيق صفو راحتك، وتحاول تخطي الجميع والبدء من جديد بمفردك أو مع أشخاص أخرين ولكن حنينا
مختلفا سيعيدك ويشدك نحو المكان الذي جئت منه والى العائلة التي كبرت وسطها. ستعود
في كل مرة وستدرك في النهاية أن الحضن الآمن الوحيد هو عائلتك التي سعيت للتمرد
عليها و سوف تعي في النهاية ان العائلة منفردة بإعطائك السلام.
حاول الرحيل وعش ما شئت وابتعد وافعل ما تريد, ولكن الرجوع والعدول عن هذا الرحيل أمر محتم لا مهرب منه, ودائما ما ومهما قاومت سيعيدك الشوق والحب. فالخلافات والنزاعات مع من تحب أهون عليك من الوحدة والابتعاد عنهم, فلا شيء يعادل خوف أخيك عليك أو لهفة أمك أو نظرة فخر من ابيك حين يراك بقربه ولا شيء يعادل مساندة أبنائك لك او حبهم
وتعلقهم بك. فالتعبير عن الحب بين أفراد العائلة يكمن في تخطي المواقف الصعبة وفي
التسامح ومشاركة اللحظات الجميلة. و بعد الكثير من المواقف والاختبارات التي تمر
بها ستدرك أن لا حياة لك بلا عائلة ولا
مكان للعائلة بدونك, فمهما مررت بزلات و أخطاء ستجد دائما من يغفر لك ومن يحاول
مساعدتك على النهوض باستمرار.
احتواء:
خسارة أي فرد له التأثر السلبي الكبير على نفوسنا وسعادتنا. حاول مشاركة الوقت الوفير مع عائلتك ولا تتباخل
في اعطائهم الحب, اسمع لهم وافهم وجهات نظرهم وتقبل الاختلاف فلكل منا شخصية وطباع
تختلف عن الاخر, وطبعا لهذا الاختلاف جمال خاص, لذا لا تتمسك بأرائك وكأنك الشخص الوحيد الصائب في
هذا الكوكب, وابتعد عما يعكر صفو الأمان في نفسك وفي نفوس من تحب, واجعل لعائلتك الأولوية,
أحبهم واغفر لهم و تنازل لأجلهم, وحاول التضحية
في سبيلهم, ولا تترك للحزن والحقد مكانا مهما كثرت الأسباب.
