Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الحب الحقيقي - منزل بين الذكريات - عشق الروح

الحب الحقيقي - منزل بين الذكريات - عشق الروح


ذاكرة الحب:

 يقال ان الانسان ينسى بسرعة، وأن لا شيء يبقى للأبد، وأن القلب يتقلب، فينسى الود والحب، وينسى الغدر واللوعة، ويتغاضى عن الكثير، ولكن يبدو أن قائل هذا المقال لم يختبر الحب الحقيقي بعد، ولم يعرف معنى أن يبقى أحدهم ساكنا في روحه، روحه التي تتألم من حب يأخذ في البعد ازديادا، غير مدرك معاناة من يسمع بكاء قلبه، وعويل نبضاته، غير مدرك معاناة من تمر الدقائق والثواني عليه وهو يناشد حبيبه، وينادي عليه بإسمه، علّه يسمع نداء الحب، ولكن دون جدوى، غير مدرك ما يشعر به من ينام كل ليلة على أمل أن يرى طيف حبيبه، ثم يتمنى لو لم يستيقظ قط.  ليس كل باكٍ على فراق من يحب، محبٌ، بل إن المحب هو من يعيش على ذكرى تنير الأمل في فؤادٍ محطمٍ، وإن المحب يعيش بقلبه بالقرب من حبيبه، و يفيض قلبه عشقا ويزداد مع ازدياد الألم، ومهما بكت العيون، ومهما صرخ القلب مناديا، ومهما شعر بالأسى، ومهما أحاط به من البشر والأحباب، إلا أنه لن ينسى توأم روحه، ونصف قلبه، وسيبقى يذكره وكأنه يعيش في عالم منفرد معه، عالم بناه له في الخيال، عالم جميل مليء بالحب، لا يُسمع فيه سوى أصداء الضحكات، عالم أشبه بجنة العشق.

منزل في الخيال:

وقد يكون الحنين قاس، وقد تكون الذكريات بسيطة، الا أنها كافية لتبني في الخيال منزلا، منزلا يضم الاشجان ويختصر اللوعة بفيضٍ من الدموع. يشعر وكأن هذا المنزل يأخذه  الى دفء عالم مختلفٍ، عالم يعيش في روحه، بعيد عن هذا العالم الكبير، يشعر وكأنه يسافر بين العشق والجوى، متألم حائر سعيد في آن، فهو يرى من يحب، ويتبادل الاشواق والمشاعر معه، ثم يعود للواقع، مع شعور ملحٍّ بأن لا مكان له في هذا الواقع المرير، وانه مستمع بين ذكرياته واشجانه، وأن له مكانا في الخيال، بالقرب مِن مَن يحب. تراه يعيش في هدوء موحشٍ، غير قادر على الكلام، والحديث، لا يستطيع نطق الكلمات او الحروف، تنظر اليه لتجد بين رموشه حكايات عن خيال بات اجمل من الواقع، خيالا سلب منه الحياة، وأصبح لا يريد سوى الهروب الى ذلك المنزل في تلك الجنة المليئة بالعشق، وان يهيم في الخيال اشواقا، حيث يصبح الكلام جميل، ويصبح الهدوء يضج بالحنين والأمل.

ومع كل هذا الحب، ومع كل هذا العذاب، ومع كل هذا الصبر على الأشواق، هل يصح أن يزعج من يحب، فيخبره بحبه وألمه؟ وهل يجب أن يعلمه بما بناه له في الخيال؟ أم قد يذهب ما بناه هباءا، فيكون غير مكترث، لما له من مكانة، أم انه اتخذ منزلا آخرا مع حبيب مختلف؟ أو أن مثل هذا الكلام قد يكون بمثابة دعابة بالنسبة لقلبه، وقد لا يمر الحب بخاطره على محمل الجد.. 

منزلا بين الذكريات:

 يقال ان الارواح تشعر بألم ارواحٍ تحبها، فهل حقا ما يقال؟ وهل تعلم الروح بلوعة تلك الاشواق؟ وهل تزور منزل العشق في جنة الخيال؟ أم أن لغة الأرواح لا يفهمها سوى قلب معذب؟ قلب آمن أن حبيبه يسمع نداء روحه، قلب يشعر بأن من يحب يحبه ايضا، فبنى  له في الخيال منزلا، على امل ان تألف الروح روح حبيبها، فإن عشق الروح ليس مثله عشق، إنه العشق الذي يندرج تحت مسمى الحب الحقيقي، الحب الذي يزداد مع الأسى، ويكبر رغم ما يمر من زمن، وما يخوض من نوائبٍ، بنى المنزل بين الذكريات منتظراً على أمل أن يبقى مأهولا ولا يهجر ابدا...

تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع