حديث الروح:
الحب الكبير:
شيئا واحدا لا افهمه، كيف لحبٍ لا يعرف الاستسلام، أن يعيش على اوتار الفراق، وكيف لعشقٍ لا ينتهي، ان يبقى هائما، لا يعرف نسيانا، ولا يعي قرباً، أهو حبّ من نوع آخر، لم نعرف له مثيلٌ؟ ام انه وهم؟ أم هو حقيقة عاتيةٌ تعيش بين قلبين، لا يريدان أن يَقنعا بوجود حبٍ يجول في جوارحِهما؟ تراهما يعيشان على أطلال الذكريات، والكلمات البسيطة، فلا يمر يوم دون اشواق، يعيشان على أوتار الحنين ليبقيا صابرين على فراق بات محتما، ولكن في آن تراهما يخافان من الاقتراب، يخافان من الاعتراف بحقيقة عيش عشق كبير، يخاف أحدهما أن يكون كل ما يبديه الآخر خدعة، فيفضل البقاء على ما في قلبه لنفسه، محتفظا بأسمى المشاعر، والأحلام والأماني، علّها تكون اجمل من حقيقة قد تجرح القلب يوما.
ايهما يزيد في القلب ويكبر، أحبٌ بات معذبا، محروما؟ ام حب ينعم بصفوِ العيش والاحاسيس؟ ام ان لكل قصة حب معايير خاصة؟ ام أن في العذاب حياة، تحيا على أنفاس اللوعة، و على دهر جائر، قد كتب الأشواق في عروق المحبين، وعقد بين الافئدة هياما، ثم أبى الراحة، وعصف بكل عائق، ورمى بكلماته الى صفوف التعاسة، وجعل العاشقين يعيشون على أمل زائل، بين أطلال الذكريات، بين حب لا يموت.
توأم الروح:
وكم من شخص ظن او النسيان يأتي مع الايام، وكم من عاشق قد تمنى زوال نيران الاشواق في فؤاده، الا ان الحب الذي أردت الحديث عنه، لا يتغير أبدا، هو حب ليس بمندفع، هو حب كبير، فيه من المشاعر والاشواق ما فيه، يقاسي انواع الهجر والقسوة اشدها، حب غير مستسلم للأقدار، حب كبير يعيش على نسمات الحنين، يأبى ان يكون ذكرى، بل يجعلك تفهم معنى ان يكون لك توأم روح، او نصف آخر لروحك، فهو يربط روحين، كأنهما روحا واحدة تعيش في جسدين بعيدين، هو الحب الحقيقي، والعشق الذي ترتبط فيه اسمى المعاني.
تعليقات
إرسال تعليق