سندريلا:

كان يا ما كان في قديم الزمان، شابة اسمها سندريلا، تعيش مع زوجة أبيها المتسلطة، وأختان متعجرفتان. كانت زوجة ابيها تعاملها معاملة سيئة، و تلقي عليها اعباء المنزل من تنظيف و غسيل و غيرها من الاعمال، وكانت ترغمها على الانسياق لأوامرها و اوامر ابنتاها، و من جهة اخرى كانت تطمع زوجة ابيها ان تزوج ابنتاها من احد الاثرياء. و في يوم من الايام قرر الملك ان يقيم حفلة لابنه الامير، و ان تكون الدعوة عامة لجميع شعبه، و ذلك كي يختار الأمير عروسا يرضاها زوجة له. 

فسمع اهل المدينة بالخبر السعيد، و من بينهم سندريلا فأسرعت لخياطة فستان جميل زهري بمساعدة صديقيها الفأرين وعندما خان الموعد ارتدت سندريلا فستانها الزهري و همّت كي تذهب مع زوجة ابيها واختاها، ولكنها لم تتوقع ما بدر منهن، فقد غضبن منها وامرت الام بتمزيق فستانها، و ذلك لحقدهن عليها و غيرتهن من جمالها الساحر و رقتّها المفرطة، و يقينهن  بأن الأمير سيختارها لما تمتلكه من صفات حسنة، و معرفتهن بأنهن لا يتمتعن بالقدر الكافي من الجمال او الاخلاق. 

ذهبت الام و ابنتيها الى الحفل فحزنت سندريلا جدا، واسرعت متألمة الى حديقة المنزل وألقت بنفسها على الأرض واتكأت برأسها الى مقعد حجريّ، بالقرب من نافورة ماء، فحزن الفأرين لما حدث معها، و لكنها كانت بائسة جدا، وبينما هي تبكي بحرقة، ظهرت لها فجأة جنية عجوز ترتدي ملابس زرقاء، تحمل بيدها عصاة سحرية، ثم حاولت مواساتها  وبعدها قالت لها: 

-هل تريدين الذهاب الى الحفلة؟

-بالطبع كنت اريد ذلك ان اذهب ولكن ثيابي مقطعة و شعري مبعثر! 

-بيكابيكابيدو! 

فقالت تلك الكلمة السحرية و أشارت بعصاها نحو فستان سندريلا، لتلبسها فستانا أزرقا رائع الجمال ليس له مثيل، و بعدها رتبت شعرها مما زادها جمالا، وألبستها حذاءا زجاجيا برّاقا، ففرحت سندريلا جدا،  واخذت تنظر في بركة الماء لسفل النافورة و تتأمل جمال فستانها غير مصدقة ان ما يحدث خقيقة، ثم قالت الجنية من جديد : "بيكابيكابيدو" وأشارت بعصاها يقطينة كانت مرمية على جانب الحديقة فجعلت منها عربة صغيرة، ثم عادت لتقول: "ييكابيكابيدو" فحولت احد الفأرين الى حصان يجر العربة، وآخر الى رجل يركب الحصان كي يقوده ويوجهه إلى الطريق الصحيح. وكانت تلك التعديلات كي تزيد من اناقة سندريلا، فشكرتها سندريلا و قالت لها: 

-شكرا جزيلا لك، انا في غاية السعادة، سأذهب الى الحفل لكي التقي بالامير!

-اذهبي و كوني سعيدة، ولكن عليك ان تعودي حين تدق الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل، وذلك لان مفعول السهر ينتهي حينها.

-شكرا لك، الوقت كاف جدا.

الكثير من النساء في قاعة القصر الكبيرة، يحاولن جذب انظار الامير، ولكنه لم يقدم على الرقص أو الانجذاب لاي شابة في تلك القاعة، و بينما هو ينظر حوله يكاد يضجر من تلك الحشود، لفتت انظاره سندريلا فور دخولها الى القصر، ولفتت أنظار جميع الحاضرين، شابة رقيقة، رائعة الجمال، ممشوقة القوام، ذات عينين زرقاوين، و بشرة البيضاء، وشعر ذهبي اشقر

 فأسرع إليها و طلب مراقصتها، ففرح والده الملك واستبشر بها زوجة لابنه. وبعد ان انتهت تلك الرقصة، اخذها الى شرفة القصر، وجلسا على حافة الشرفة الواسعة، ولكن الوقت مرّ  سريعا، ودقت الساعة منذرة بانتصاف الليل، فهرعت سندريلا نحو العربة، فانزلق حذائها الزجاجي البرّاق من رجلها، الا انها لم تقف لأخذه، خوفا من ان يتلاشى السحر وتظهر أمامه بثيابها المقطعة، و ركض خلفها الامير و والده و الدوق، ولكن احدا لم يلحق بها، فقال الامير حزنا: " انا لم اعرف اسمها حتى!!"، ثم اشاح بنظره نحو الارض فرأى حذائها و أمر بإيجاد صاحبة هذا الحذاء. عادت سندريلا الى المنزل سعيدة، ولم تخبر احدا انها حضرت الحفل.

اخذ الجميع يبحث عنها، حتى دق باب منزلها، فأمرتها زوجة ابيها بالدخول الى غرفتها، دخل الدوق  الامير الى المنزل وحاولت الأم اقناعهما بأن الحذاء يعود لاحدى بناتها، ولكن اي منهما لم تستطع لبس الحذاء لصغر حجمه، فخاب امل الامير بعد معاناة طويلة في البحث عنها، و بينما اراد الخروج من المنزل لمح ذابة تقف خلف باب الغرفة، فأمر باحضارها لتجربة الحذاء، فرفضت زوجة الاب ذلك بشدة، ولكن الامير كان مصرا على ان جميع من في المملكة عليه تجربته، فهو يريد ايجاد حبيبته، فما إن ادخلت رجلها في الحذاء حتى علم الجميع ان هذا الحذاء لها، وانها الشابة التي يبحث عنها، فغضبت زوجة ابيها و اختاها، وسعد الامير بشدة بعد ان فقد الامل، و عم.ت الفرحة في ارجاء المملكة، واقيم لسندريلا والامير حفلا ملكيا كبيرا.