علاقة حياة سابقة:
لقد فاض بها من الانتظار والترقب، وقد عاهدت نفسها ان لا تشتاق وان لا تحن و ان لا تتألم، ولكن القلب يتوقد، والروح تتمرد غير طائعة، تريد الوصل، تريد اللقاء وان كان في الاحلام، وان كان في المجهول، تريد ان تنعم بعشق يئن شغفا في نفسها، فكيف الخلاص من هذه الاحاسيس؟
خطر على بالها ان تلجأ لقارئة تاروت قد سمعت عنها منذ فترة وجيزة، وبالفعل ذهبت، وهذه اول مرة تلتق بارئة تاروت، مما اخل في نفسها شعورا موحشا اشبه بالخوف. دخلت عليها ثم طلبت منها ان تقرأ لها وتحلل طاقتها، علها تجد اجوبة لاسئلتها الكثيرة. و في غرفة مضاءة بإنارة خافتة، وطاولة مزينة بالشموع والاحجار وجدران مليئة بالرسومات الغريبة و الأرقام والاشارات المختلفة، بدأت بخلط الاوراق وبعدها قامت بوضع اول ورقة على الطاولة، وقد بدا التعجب على وجهها، واخذت بالنظر اليها في تمعن شديد، وقالت: اشعر بطاقة البحر، وارى مسافة تحول بينكما.." ثم وضعت باقي الاوراق في ترتيب معين، وبدأت بالشرح والكلام عن طاقتهما و وضعهما الحالي، عن العذاب والآلام والاشواق، حتى قالت في نهاية القراءة: كلاكما ينتمي لعائلة عريقة، و تعود كلا العائلتين لجذور واحدة، يبدو انكما تنحدران من اصول واحدة، أي يجمع بينكما صلة قرابة، ولكنه اكبر منك سننا، ولكنك على قدر من الوعي الروحي.. تقول طاقتكم الحالية انكما تمرين بصحوة روحية، وعلى الاغلب قد مررت انت في فترة التشافي وانهيتها، بينما هو مازال يمر بالكارما الخاصة به، كما انني اراها علاقة حياة سابقة، علاقة توأما شعلة حقا، ارى علاقتكما صعبة جدا، خضتما من المشاعر اصعبها، حتى تعبتما ووهنت طاقتكما، لم ينسى احدكما الآخر، تتخاطران و تذكران بعضكما لحظة بلحظة... نعم، انتما بالتاكيد توأم، و قد مررتما بالكثير من المراحل التي تخص علاقة توأم الشعلة، و ارى أنك قد عانيت الكثير، ولكن ما يلفتني في هذه القراءة هو طاقة مشتركة تجمع بينكما، وهي انكما تشعران بالظلم، وكأن كل واحد منكما يلقي باللوم على الآخر بهذا الفراق، فانتما منفصلان وكل منكما ينتظر خطوة من الآخر، يبدو ان هناك سوء تفاهم قد انهى هذه العلاقة، ويبدو انك قد اكتشفت حقيقة ادخلتك بصدمة كبيرة، مما نتج عنها صحوتك الروحية، و كارما صعبة يمر بها، ربما فقد الشغف في الحياة، و ربما يشعر بعذاب للضمير، وربما الكارما تكمن في كونكما تعيشان علاقة ثلاثية…"
نظرت اليها بنظرات ثاقبة، و اضافت : "تفكرين بالحديث اليه، واخذ زمام المبادرة، و هو يريد ذلك ايضا، تحبان بعضكما بشدة، حب غير مشروط، بينكما الكثير من العوائق، ولكن الحب اكبر، مترددان و خائفان من المواجهة... انتهت هذه القراءة، هل تريدين سماع رسائل من عقله الباطن؟"
ردت الشابة مذهولة: بالتأكيد، أود ذلك!
-اما رسالته الاولى فهي : " احببت ان اعيش الحب معك"، واما الثانية: "لا حياة لي بدونك"، واما الثالثة: "لا استطيع ان انسى تفاصيل ذلك اليوم"، واخيرا "انت توأمي".. الواضح من رسائله وطاقته انه مشتاق لك، ويشعر بشغف عال تجاهك، وانه يشعر بخسارة كبيرة بسبب خسارته لك، يبدو انه نادم… لا يجب ان يبقى الوضع على حاله، على احدكما الاقدام على القيام بخطوة جدية، هل تريدين المزيد؟
-كلا، شكرا لك!
خرجت في حالة صدمة كبيرة، وكأن مجموعة من الاوراق التي لم يصل عددها الى الثمانين ورقة قد اختصرت معاناة و اوجاع مريرة، خرجت حائرة تائهة، تبحث عن الرشاد، فهل عليها ان تتصل به؟ وهل اخطأت حين اختارت كرامتها وتخلت عن العلاقة مثبما ما تخلى؟ ربما كان عليها ان تصبر، ولكن في نهاية المطاف يبقى ما بينهما مقدر، وكل ما يحدث ضروري لعلاقتهما، وكما قالت قارئة التاروت اثناء الشرح في بداية القراءة: "ان علاقتكما علاقة قدرية، وان ما يحدث معكما يحدث بترتيب كوني ، وان الكون يحدد موعد لعودتكما، و بالفعل لقد علمتما بعضكما الكثير من الدروس، وكل هذا كي ترتقي روحكما وتصبحان ذو وعي عميق..."
تعليقات
إرسال تعليق