ذكرى الحب حب:
"٢٣ سبتمبر ٢٠٢٢،
واما اليوم فقد كنت اقوم ببعض الاعمال فإذا بي أشعر بأحد يقف على مسافة قريبة، كالخيال او كرؤية في الأحلام رأيته، التفت نحوه، وايقنت انه واقع، رأيته يقف مربكا، ينظر نحوي مترقبا، ينظر بنظرات شوق، يخفي في عينيه عذاب و اشجان. بدا عليه الاسى والتعب، فرق قلبي وإبتسمت له، فابتسم لي مترددا، حائرا مرتابا.. واما عني فقد ابتسمت له عسى ان يراني بروحه كما اراه، و يطمئن نفسه انني ما زالت اهواه، و انني بانتظار عودته، و عسى ان يكون حبي دافعا لتقدمه في صحوته. و في لحظة شعرت ان روحه ابت ان تنصاع للفراق فهامت تناجيني، و تسأل عن عشق مهدور.
اعاد لي ما حدث ذكرى يوم قال لي فيه، اشعر كأننا روحا واحدة، فهزأت منه و غبت عنه، ظنا مني انه يكذب ويتلاعب، ثم جلست بعدها ليلا، وحيدة اناشد روحه، و ارسل اليها محبة من القلب للقلب، فإذا بي ارى شيئا غريبا يقترب مني، لم اخف ولم ارتعب، ولكنني شعرت كأن غشاوة أزيحت عن عيني كي ابصر روحه، كالحقيقة المريبة شعرت بقبلة تنطبع على جبيني، ربما كنت اراه بقلبي لا بعيني، و لكنني رأيته، كان اشبه بالمستحيل، الا انه واقع قد مررت به مرة…
خلدت للنوم و كلي آمال ان افهم حقيقة ما يراودني من مشاعر، وما اخوض من تقلبات، و ما ارى من احلام لا اذكرها، تمنيت من الله ان اذكر حلمي حين اصحى في اليوم التالي، و نمت نوم عليلا ككل ليلة، و اذا بي اراني في منامه، ازوره لافهم منه ما يحاول ان يفعل، رأيته محتارا هاربا، لا يقوى على فهم ذاته، مختبئا غير مدرك الصواب، يحبني و يعتب علي، و لكنه في صمت تام، رأيته حائرا ضائعا، يعيش غير راض، تعيس بما يقاسي، و في المنام لم يكن لي فرصة للحديث اليه، او تلمبادرة، فقد غلبني الشوق، و تمنيت ان احتضنه، لو لا ان شيئا حال بيني و بينه، فانتفضت من جديد و استيقظت من نومي السقيم، اتوق اليه و احن، كما كنت احن في بداية العلاقة.
كم يجول بخاطري ان اطمئن عليه، و كم تراودني نفسي للتقرب اليه، وكم افكر بيوم يجمعني به، بيوم نعيد فيه احياء ما مر من حب، و ننعم بحياة جميلة يملؤها الشغف و السعادة، الا اني اخاف منه، اخاف ان يرفضني، او يقسو علي، اخاف ان نعود الى حيث بدأنا، و تعود المخاوف والنزاعات. ايقن ان الزمن سيحل كل العقد، و ان الصبر عليه افضل الحلول، فأنا اصبر لأجله لا لأجلي، و انتظر على امل ان يتحرر من نفسه القديمة، و كل ذلك لا يعني انني لا أتساءل عن الحقيقة، و لا أشك فيما أمر به، فإني اخاف من خيال ينسج في عقلي صورا لا اعيشها، و اخاف من روحي ان تهيم لنفس ليست نفسها، غير اني اعود فأذكر ان الارواح في وعي كاف لإدراك مرادها، و لا اظن انه لا يشعر بروحه تهيم طويلا بقربي، فإن ابى عشقنا الازلي بعقله، ستذكرني روحه، و تعيده الي، فعسى ان يتقبل حقيقة تلوح في الافاق اسطورة، عسى ان يصبح في وعي عال لإدراك ما نعيش، و يفهم ان لا مفر من نفسه سوى اليها، وان الهروب لن يفيده، بل سيؤذيه، و ان الاقدار رتبت لنا حياة اجمل بعد كل ما بذلنا من مجهود لنخوض هذه الملحمة الطويلة."
تعليقات
إرسال تعليق