حياة غير عادلة:
ويحدث ان تقلق من غد انت لا تعلم خباياه، وان تأسر نفسك بين الاحزان، وتطلق احكاما على عالمنا الكبير، فتنعت الحياة بأنها غير عادلة، و تبكي انصافا من الزمان، وتطلب الرأفة وانت جالس مكانك لا تحرك ساكنا. تظن ان كل ما يصادفك في طريقك هو عائق يحول بينك و بين ما تحب، وكأن الكون لا يريد بك سعادة، فكم يمر عليك من الوقت وانت عاجز عن التغيير يائسٌ، يعصف بك الملل من تكرار الأمور ذاتها يوميا، و يضج ذهنك بانتظار معجزة تغير اقدارك للافضل، و كيف ذلك وانت لم تبدي اي رغبة في التغيير والتقدم؟ بل تسعى بائسا الى هدفك، وكأن لا امل فيما تفعل، فتحبط، ثم تكف عن المحاولة سريعا، و لكن هل فكرت بالاقدام على تحقيق اهدافك بطريقة مغايرة؟ هل جربت يوما الاصرار ثم التركيز والابداع قيما انت مقبل عليه؟ ام انك تود التغيير و انت جالس تبكي حالك؟ وهل تطلب النجاح دون خوض المعارك؟ والثبر على الابتلاء؟ وهل تظن ان الحياة بتلك السهولة؟ ام تظنها وجدت للضعفاء؟
اختيارات واصرار:
ربما تضعك الحياة في موضع صعب، موضع ذو اختبارات يصعب تخطيها، تراها مليئة بالتحدي، او ربما تحتاج بعض الوقت لايجاد سبيل للنجاة، و ربما تحتاج للمحاولة اكثر من مرة كي يكون النجاح حليفك في نهاية الطريق. عليك ان تثق بنفسك اولا، و ان تبقي الامل نصب عينيك ناثيا، و ان تثابر على تحقيق ما تتمنى اخيرا، فإن العزيمة تصنع المعجزات.
فرص الحياة:
و عليك ان تعي ان في هذا العالم الكبير دائما هناك فرصة للبدء من جديد، فلا يخلو من الفرص ولا ينتهي الالهام، ولا يعجز الكون عن انصافك حين تسنحق ذلك. كل ما عليك فعله هو الخروج من تلك الهالة الكئيبة التي تحيط نفسك بها، الهالة السلبية السوداوية ذو الافكار التشاؤمية، عليك بالخروج الى العالم و ايجاد رسالتك التي تود ان تتركها للناس من بعدك، فإن وجودنا على هذا الكوكب لم يكن عبثا، فإما ان تكون سلبيا و تكون عبرة محزنة يتجنبها القريب و البعيد، و يعرض عن ذكرك من يخلفك، واما ان تكون ايجابيا، لا يهزمك موقف، و لا يذلك دهر، ولا يعيقك شيء، بل تترك اثرا جميلا، و علما نافعا لمن بعدك، و ذكرى طيبة.
مفهوم التقدم:
وبين كل شخص و شخص يختلف مفهوم الاقدام و الامل والعزيمة، فمنهم من يعش حياته مغامرا يسعى لاكتشاف كل جديد، و منهم من يعمل جاهدا كي يرسم مستقبلا باهرا، و منهم من يتخذ من هواياته نفعا، و منهم من يمشي بين الناس باسطا يد العون، و غيرهم من الناس من يهوى من الامور ما تشعره بالرضى عن نفسه وعما يفعل، فلا مقياس للعمل، ولا مقياس للتقدم، فأفق الحياة واسع، و فيه متسع للجميع، وانك لا تعلم ما تخبئ لك الايام، فقد تراك عازما على التغيير فتدفعك دفعة للامام، دفعة الى حيث لم يخيل اليك يوما، وقد تراك بائسا باكيا في فراشك، غافلا عن احلامك و قدراتك، فتتركك اسير ذاتك حتى تدرك ان لا نجاح دون اصرار او عمل، فتحطم سواد هالتك و تتخذ من الاحلام هالة جديدة، فتهمل و تتقدم و تزدهر حتى تنعم بما حققت من احلام، وتكون بين الناس خير مثال.
هذا درس تعلمته من الحياة و ايقنته رغم قساوة الطريق و صعوبته، فقد ادركت ان ما يأتيك دون جهد لا يدوم، بل و يفقد لذة الحصول عليه، فرُبّ سير في طريق موحش، خير من اهدار العمر بلا منفعة، بين احلام اليقظة و ايام خالية من الامل.
تعليقات
إرسال تعليق