خاتم سليمان:

يزعم ان للملك سليمان خاتما ذو قدرات عجيبة مريبة، يفعل فعل المعجزات او افعالا خارقة للطبيعة، كإخضاع الجن و الانس و الرياح، و الحيوانات، كما بإمكانه علاج الامراض الجسدية والنفسية، و التواصل من خلاله مع المخلوقات الاخرى، فالجميع يعرف ان سليمان عليه السلام كان يتواصل مع الحيوانات، و كمثل على ذلك قصته المشهورة مع النمل واخرى مع طائر الهدهد. تكثر الاقوايل ان الخاتم يحتوي على اسم الله الاعظم، كما يشاع ان هذا الخاتم مصنوع من سبعة معادن، لها القدرة على درء الجن و الشياطين، وهذه المعادن هي: الرصاص، القصدير، الفضة، الذهب، الزئبق، النحاس، والحديد، بالاضافة الى نجمة سداسية محفورة على الخاتم، كما يذكر في عدة مواضع ان الخاتم مختفي مفقود، لا احد يدرك مكانه، و ذلك بسبب رغبة سليمان بأن يهب الله له ملكا لم يهبه لغيره، فكان الخاتم و بداخله تلك القدرات ثم اختفى بعد رحيله.

قصةخاتم الملك سليمان:

تعددت الاساطير حول هذا الخاتم، و من ابرز ما يشاع و يتردد ان في يوم ليس كسائر الايام، جمع فيه الملك سليمان جيشا يبلغ عددهم المليون محاربا ليغزو مدينة بحرية، والتي تعرف اليوم بصيدا، و هي مدينة تقع على الساحل اللبناني، و قد اعجب هناك بأميرة فائقة الحسن و الجمال اسمها جرادة، فتزوجها و عاد بها الى موطنه، و بعد مدة قصيرة من الزمن، غشي الحزن على زوجته، فلم يتوانى عن سؤالها ان سبب حزنها، و هي التي تعيش في عز لا مثيل له، فقالت انها مشتاقة لوالدها اشد اشتياق، و تتوق لرؤيته، و عله لا يمانع بأن يكون له تمثالا او صورة كي تذكره، فكان لها ما طلبت. كانت جرادة توهمه بإيمانها بالله، الا انها كانت تجمع الجواري سرا لعبادة تمثال والدها، و قد وصل الخبر لسليمان عليه السلام، عن طريق وزيره، فثار غضبا بعد ان علم بامر عبادتها للتمثال، و هو نبي مرسل من الله، فحطم التمثال و عزم على طلب المغفرة من الله دون كلل او ملل.

طلب سليمان لباسا طاهرا للغاية، و ذلك عن طريق صنع مجموعة من العذارى ثوبا لائقا بما يطلب، ظنا منه ان الثوب سيكون طاهرا. واظب على التضرع لله و طلب المغفرة، حتى جاء يوم، سمح له الله ان يخلع الخاتم، و يعطيه لزوجته التي كان يثق بها كثيرا. تمكن الشيطان حينها من التنكر و خداع زوجته و اخذ الخاتم.

استطاع الشيطان خداع الجميع، الا ان وزير النبي لاحظ تغييرا واضحا في تصرفاته، فأخذ يسأل من في البلاط، ان لاحظوا امرا مريبا، فكان جوابهم انهم لاحظوا تغييرا في تصرفاته ايضا، ثم عاد ليسأل زوجاته، فكشفن انه لا يشبه سليمان بأخلاقه التي عرفنه بها. واجه الوزير الشيطان، فما لبث ان هرب و وقع الخاتم منه في البحر، لتلتقطته سمكة. و بعد اربعين يوما على عمل النبي سليمان عليه السلام كصياد، يجد الخاتم بداخل السمكة، فيعود للقصر.

فور وصول سليمان عليه السلام للقصر، ارسل بطلب الشيطان، الا انه ابى و تكبر، و لم يتمكن اي مخلوق من احضاره للنبي. غط الشيطان بنوم عميق، فاستطاعوا حينها تكبيله بالرصاص، و سياقته للقصر، حيث وضعوه بتابوت من رخام، و اغلقوه للابد.

رأي الدين الإسلامي بما ورد عن خاتم سليمان:

رفض الاسلاميين هذه الاسطورة، كسائر الاساطير التي لها علاقة بهذا الخاتم، لقوله تعالى: "فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث اصابت" ، كما ذكر تعالى في كتابه: "ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره الى الارض التي باركنا فيها"، اي سخر الله الريح لسليمان و لم يقل سخرنا لك الخاتم،  وان الله عز وجل ليس بحاجة ان يهب للأنبياء اشياءا مادية ذو قدرات سحرية ليكون لهم ملكا، بل يمكنه ان يهب ما يشاء لمن يشاء. كما اضاف الاسلاميين ان ليس للشيطان التنكر او التشبه بهيئة انبياء الله الطاهرين، و يرجح الباحث الاسلامي علي منصور الكيالي ان خاتم سليمان هو خاتما لفظيا او كتابيا ليس خاتما يلبس باليد، و هو البسملة، وكتأكيدا على ذلك هو رسالة سليمان لملكة سبأ بلقيس التي بدأها ب "بسم الله الرحمن الرحيم "، و قد عرفت بلقيس ان مرسل الرسالة هو الملك سليمان من خلال البسملة، وهكذا تصبح البسمله ختما لسليمان، و وقال ان كل سورة في القرآن الكريم ممهورة في بدايتها بخاتم سليمان، اي بالبسلمة، فهو الذي اكمل البسملة بعد النبي نوح الذي ذكر نصفها فقط حين قال:"بسم الله مجراها و مرساها".