القصة المرعبة وراء الواح جورجيا:
في يوليو من العام ١٩٧٩ م، اقدم رجل مجهول الهوية، يتحدث بلكنة الأغرب الأوسط، مرتديا ملابسا انيقة، مدعيا انه مندوب عن مجموعة من المواطنين الأمريكيين الاوفياء، و اقر بأنه لا يريد الافصاح عن هويته الحقيقية، و يفضل ان يعرف بإسم "روبرت سي كرستيان". صرح كريستيان الى "جو اتش فاندلي" عن مخطط الهيكل و تشكيله، فأصيب "جو" بالصدمة، و ظن به خداعا و جنونا، فحاول العدول عن قبول المشروع، واضعا سعرا عاليا جدا للتهرب من تنفيذه، الا ان الرجل المجهول الملقب بإسم "كرستيان"لم يبدي اهتماما بالسعر، و زعم انه يريد بناء نصب تذكاري على نفقته الخاصة، و انه عبارة عن نقش للحفاظ على سلامة البشرية.
اختار "كريستيان " قطعة ارض كانت مزرعة للمواشي، في منطقة اسمها " Ah-Yeh-Li A-Lo-Hee " والذي يعني بالعربية مركز العالم، و قد اطلق عليها الهنود الحمر التابعين لقبيلة "شيروكي" هذا الاسم. دفع الرجل المجهول مبلغا ماليا ضخما مقابل المزرعة، و ترك لهم الحق في رعاية الماشية حول الهيكل مدى الحياة.
خطة انشاء الالواح:
طلب كريستيان اقتطاع احجار الغرانيت الضخمة و وثقلها بحيث تكون بوصلة ساعة تقويم، كما طلب ان يتم نقش توجيهات و إرشادات معينة، سميت فيما بعد بالوصايا العشر، و قد طلب ان يكون النقش بثمانية لغات، و هي اللغات الاساسية في العالم (الإنجليزية، العربية، الإسبانية، السواحلية، العبرية، الصينية، والروسية)، واضاف بطلب نقش جملة واحدة اخرى بأربعة لغات ميتة، اي لغات قام باستخدامها الاقدمون، والتي بدورها لم تعد تستخدم اليوم و هي: ( البابلية، الهيروغليفية، السيتيكرتية، والاغريقية. اما الوصايا العشر التي نقشت باللغات الثمانية المختلفة فقد نقشت على الاحجار الخمسة، و اما الجملة المنفردة المكتوبة باللغات الميتة فقد نقشت على جوانب الحجر العلوي. و اخيرا، طلب ان يكون النصب قويا لتحمل الكوارث الطبيعية، كي يصمد، و يوجه الناس على تأسيس حضارة افضل مما هي عليه.
ألواح جورجيا:
في ٢٢ مارس ١٩٨٠، أزيح الستار عن النصب امام مجموعة من الناس يبلغ عددهم ثلاثمائة شخص، في مدينة البيرتو. ازيح الستار فكانت الواح جورجيا الضخمة، الواح ذو طابع هندسي مريب، مصنوعة من الغرانيت، و يبلغ طولها العشرون قدما، كما يبلغ وزنها ١٢٠ طنا، و هي عبارة عن اربعة الواح مستطيلة مرصوصة على شكل حرف "X"، مرتكزة على لوح مربع غريب، مسقوفة بحجر ضخم يربط بين الاحجار. يظهر في ترتيب الاحجار الاربعة دلالة على ترتيب حركة الشمس في مسارها طيلة السنة، و ذلك تبعا لشروقها و غروبها خلال دورة الفصول الاربعة، و اما العامود الرئيسي الذي في المنتصف، يحتوي على ثقب يشير الى نجم القطب الشمالي دائم الظهور في السماء، و قد تم حفره من الجنوب إلى الشمال، اما الثقب الثاني فقد تم حفره في الحجر العلوي ليظهر مواقيت شروق الشمس خلال السنة. و من هذا المنطلق نستنتج ان هذا النصب، صمم لاتباع علوم الفلك، و كي يكون ساعة زمنية، بالاصافة الى انه يذكر ايضا وجود كبسولة زمنية في مكان ما في محيط الالواح، فيها المعلومات التي ستكشف حقيقة كل شي.
رسالة من رعاة الواح جورجيا:
اقدم اشخاص مجهولي الهوية كانوا قد زعموا انهم رعاة لالواح جورجيا، بتوجيه رسالة جاء فيها: "من اجل تجنب النقاش، نحن رعاة الواح جورجيا، لدينا رسالة بسيطة للبشرية للوقت الراهن و للمستقبل، نعتقد ان تعاليمنا واضحة و مزاياها سوف تظهر جليا".
الوصايا العشر:
يتساءل الكثير عما تقول الوصايا العشر، والسبب الذي اثار الجدل طيلة اعوام طوال و اما مضمون الوصايا هو:
- ابقوا عدد عدد الجنس البشري اقل من ٥٠٠ مليون في توازن دائم مع الطبيعة.
- وجهوا التناسل بحكمة، مع تحسين اللياقة والتنوع.
- وحدوا الجنس البشري بلغة جديدة و حيوية.
- تحكموا بالعاطفة، بالعقيدة، بالتقاليد و بجميع الاشياء بمنطق معتدل.
- احكموا الناس والدول بواسطة قوانين عادلة و محاكم منصفة.
- دعوا جميع الدول تحكم داخليا مع تصفية المنازعات الخارجية في محاكم دولية.
- تجنبوا القوانين التافهة والموظفين عديمي الفائدة.
- اعدلوا بين الحقوق الشخصية و الواجبات الاجتماعية.
- احلوا الحقيقية و الجمال والحب في التماس للانسجام مع اللا نهاية.
- ندعوا بانعدام السرطان عن الارض، افسحوا مجالا للطبيعة، افسحوا مجالا للطبيعة.
- اما الجملة الوحيدة التي نقشت على الحجر العلوي من النصب جاء فيها: لتكن احجار هذا النصب الطريق لعصر الرشد.
من هم اصحاب نصب جورجيا؟
أثارت هذه الالواح الجدل لسنوات طويلة، و يرجح البعض ان اصحاب النصب هم جماعات سرية ذات نفوذ كبير، تعتمد على الثقافات القديمة والطقوس الفرعونية والبابلية، وان العام الذي تم فيه بناء الالواح، هو بداية الحقبة الثالثة و الاخيرة. اعتبر هذا الهيكل مقدسا عند البعض اما آخرون فقد رجحوا ان يكون نصبا شيطانيا، و قد صمم لعيادة الشمس و الشيطان و ابرزها تقديم البشر كقرابين مدبوحة، معللين ذلك بالتصميم الذي يسمح باتباع الشمس بشكل دائم، و بالتعليمات التي تفيد بتقليل عدد البشر و تنقية النسل البشري.
تفجير ألواح جورجيا و حقيقة الكبسولة الزمنية:
و في بداية جائحة كورونا، عادت الانظار لتتجه نحو النصب، ليتم الربط بين انتشار الجائحة و اول وصية والتي تنص على تقليص البشرية و الدوافع الخفية وراء بناء هذا النصب، ليزعم الكثيرون انها مؤامرة، حيث قالت "مارجوري تايلور غريني" و هي عضو الكونغرس عن ولاية جورجيا، كما انها عضو في الحزب الجمهوري و سيدة اعمال مشهورة، و هي تعرف بدعمها لنظريات المؤامرة، و هي تؤيد ان النصب يقدم تصورا للتحكم بالكثافة السكانية كما يتصورها اليسار المتطرف.
في ٦ يوليو ٢٠٢٢ في الساعة الرابعة صباحا، تم تفجير النصب، ليبقى الفاعل مجهولا كما بقيت حقيقة كريستيان مجهولة ايضا. و بعد التفجير اتخذت السلطات قرارا بهدم ما تبقى من النصب وذلك للحفاظ على السلامة العامة. واخيرا، قام الباحثون بالحفر حوالي ستة اقدام تحت النصب و في محيطه، بحثا عن الكبسولة الزمنية، الا انهم لم يجدوا شيئا، مما يرجح ان تكون الكبسولة غير موجودة من الاساس، وان الامر لا يتخطى كونه اضافة لبعض التشويق والغموض على الالواح الحجرية، و يبقى الحقيقة غامضة في طي التكهنات.
تعليقات
إرسال تعليق