مدينة بهلاء:
هي احدى ولايات سلطنة عمان، والتي تتميز بموقعها الاستراتيجي و بكثافة نخيلها، وجبالها ووديانها، بالاضافة الى عناصر بيئية اخرى. تضم مدينة بهلاء ثماني عشر حارة، و لكل حارة مداخل خاصة بها. تتسم بهلاء بأنها واحة نخيل مسورة و محصنة بسور دفاعي عتيد، كما تضم اسواق قديمة ومساجد اثرية. ينسب تسميتها بالبهلاء الى كلمة البهلول، و التي تعني جامع الخير، فيزعم البعض انها سميت بهلاء تبعا لاسم الجبل الذي بني عليه السور، اما آخرون فيرجحون ان يكون الاسم مشتقا من الكلمة بهلوان الفارسية المعربة، و ذلك لان الفرس استوطنوا المنطقة قبل العرب.
سور بهلاء:
سور عتيد يحيط بالواحة، يبلغ طوله ١٣ كيلومترا، مزود بأبراج مراقبة، و غرف للجند، و ابراج للبنادق و مرامي للسهام. للسور سبعة ابواب منها: باب البادي، باب الصباح، باب السيلي، باب البطحاء، و باب الخرزبان. يتصف السور بتاريخ غامض، فلا يعرف متى تم بنائه على وجه التحديد، فيرجح البعض ان الفرس هم من بنوا السور، و يرجح البعض الآخر أن النبهانيون هم من أقدموا على تشييده، فقد حكموا المنطقة لمدة خمسة قرون، واتخذوا من بهلاء عاصمة لهم، و أما آخرون فيزعمون ان حربا شنت على بهلاء من قبل مدينة مجاورة، و ان الوالي كان يقوم بدفع الجزية، ولكن بعد مدة من الزمن بات الامر مكلفا، فلم يعد بإمكانه تحمل نفقة الدفع، و فكر بوضع خطة للحد من الحرب، حتى كانت فكرة بناء السور، فجمع اهل المنطقة الذين عمدوا الى بناء السور دون ان يطلعوا احد عما يقومون من اعمال. و بعد انتهاء بناء السور، رفضوا دفع الجزية، فشنت حرب على بهلاء الا ان احدا لم يتمكن من دخول المدينة.
قلعة بهلاء:
اندرجت القلعة على قائمة الانسكو للتراث العالمي في عام ١٩٨٧، و هي اول موقع يدرج من سلطنة عمان، و ذلك لتميزها و تفردها و اهميتها التاريخية، فهي أول القلاع التي انشأت في سلطنة عمان واكبرها مساحة، تقع على تلة مرتفعة تتوسط الواحة، مما يزيد من شموخا و علوها، شيدت على شكل مثلث، فأما واجهتها الجنوبية تمتد الى ١١٢،٥ م، واما الواجهة الشرقية فيبلغ طولها حوالي ١١٤ م، و اما السور الشمالي الغربي المقوس فيصل طوله الى ما يقارب ١٣٥ م، و ذلك من البرج الشمالي حتى برج الريح. ان قلعة بهلاء قلعة طينية، فقد بنيت القلعة من الطين، و قليل من الصاروج ببعض الاجزاء البسيطة، يعود تاريخ بناء القلعة إلى فترات زمنية مغايرة، فالجزء الأول وهو الجزء الشمالي الشرقي الذي يطلق عليه اسم القصبة يعود بناءه الى ما قبل الاسلام، واما الجزء الثاني اي الجزء الشرقي الجنوبي تم انشاءه في عصر الدولة البنهانية، و اما الجزء الثالث و هو بيت الجبل و قد تم تشييده في اواخر القرن الثاني عشر، بينما يعود بناء الجزء الأخير "بيت الحديث" الى منتصف القرن التاسع عشر.
قصص مدينة بهلاء مع الجن:
تكثر الأساطير والتآويل حول مدينة بهلاء، فكم يشاع انها مسكونة و كم يشاع ان من بنى سورها من الجن، يصيب من يقربها الذعر، و يخشى ان يدخلها الكثير و من ابرز هذه القصص سأقص عليكم بعضها:
اسطورة ترميم قلعة بهلاء:
يقال ان من يقترب من المدينة يصيبة مصيبة، و يكثر بلائه، فإن مجموعة من العمال اقدموا على ترميم قلعة بهلاء، الا انها ما لبثت ان عادت كما كانت قبل الترميم، وكأنهم لم يقوموا بأي إصلاحات او اعمال، مما كان سببا في جعل الناس تهابها و تتجنبها، و تخاف الاقتراب منها.
اسطورة سلل سعف النخيل:
و اما الاسطورة الثانية، فتقول ان رجلا ماهرا بصناعة سلل سعف النخيل، و كانت هذه مهنته التي يعتاش منها، و مصدر رزقه، و كان يتردد عليه في نهاية كل موسم رجل غريب يشتري ما تبقى من السلل، و ظل يتردد لسنوات، حتى جاء يوم اقدمت زوجة الرجل بالسفر، وقد وضعت حلتها في سلة من تلك السلل، و عند عودتها، علمت ان زوجها قام ببيع جميع السلل و من ضمنهم السلة التي تحتفظ فيها بالحلي. ايقن الرجل انه قد فات اوان استرجاعها، الا انه كان آملا ان يكون ذلك الرجل هو من اشتراها فيعيدها له، فقد صادف هذا اليوم ان جاء ذلك الرجل الغريب و اشترى منه ما تبقى من السلل كعادته. انتظر عاما كاملا حتى عاد الرجل ليشتري منه السلل، فسأله عن السلة التي فيها الحلي، فما كان منه الا ان اصطحبه الى مكان مهجور خارج المدينة، مليء بالاشجار و لاشيء آخر. نطق الرجل ببضع كلمات لينكشف له عالم داخل الأشجار، و مدينة لا ترى. دخلا المدينة التي وجد فيها كل السلل التي اشترها منه، و من بينهم السلة التي فيها حلل زوجته، فأخذها و ما لبث ان عاد الى خارج المدينة.
تعليقات
إرسال تعليق