من هم الفايكنج؟
تشير كلمة فايكنغ الى اشخاص تركوا أوطانهم للسفر و الاستكشاف، الا ان مصادرا اخرى تفيد بأن كلمة فايكنغ تعني القرصان، وقد اطلقت هذه الكلمة على شعب الفايكنج الذي اكتسب سمعة سيئة من غزواته المتتالية و بأسه المفرط وسفكه للدماء، لتصبح مرادفا للهمجيين و المعتدين. اعتمد شعب الفايكنج على لغة النوردية والتي تعرف اليوم بإسم الجرمانية الشمالية. جاؤوا من اسكندنافيا والتي تضم في عهدنا الحالي: آيسلندا والسويد والنرويج والدنمارك، اتخذوا حيزا ما بين القرن الثامن و القرن الحادي عشر، حتى كانت نهايتهم الغامضة عام ١٤١٠م. كان شعب الفايكنج شعبا وثنيا يقدس عدة آلهة أهمها:
- اودن اله الحرب
- ثور اله الرعد
- بالدر اله الضوء
- الاله لوكا
كانوا يظهرون هؤلاء الالهة بصورة العمالقة الجبابرة المتهجمة، اعتقدوا ان الاله اودن، اله الحرب، ارسل الاله لوكا كي يحذرهم من ارتكاب المعاصي او اتيان الأخطاء ويحثهم للعدول عن القيام بأي شرور. وبحسب اعتقادهم كان الاله لوكى شبيها للوحش المخيف، فأطلقوا عليه لقب :وحش بحر الشيطان"، نحتوا وجهه كما تخيلوه حينها على مقدمة السفينة تجنبا لشره وبأسه وخشية منه. كانوا يتقربون الى الآلهة بالقرابين و الولائم البشرية و الذبائح، و تناقلوا تعاليمهم الدينية شفهيا، فلم يكن لهم نصوصا مكتوبة، كما انتشر في عصرهم السحرة والمنجمين.
اساطير ومعتقدات الفايكنج:
آمن شعب الفايكنخ بأن من يموت بطلا محاربا، سيتم دعوته للعيش مع الالهة، في نعيم، في حياة اخرى، و تحديدا في فالهالا. اما فالهالا فهي قاعة كبيرة، في قصر عريق في أزغارد في العالم الآخر، كما آمنوا بأن كل بطل مات في معركة يعيش مترفا الى ان يأتي ذلك اليوم الذي يحاربون فيه العمالقة، يوم نهاية العالم، والذي كان يعرف وقتها باسم يوم الراجناروك، كي يعم السلام من بعده، و ذلك تبعا للأساطير الاسكندنافية.
شعب الفايكنج:
اتّصف شعب الفايكنج بالبأس والشدة والقوة المفرطة، فلم يعص عليهم وجهة، فقد جابوا الاراضي وغطوا مساحات شاسعة، وتحلّوا بشجاعة لم تضاهى والتي اكتسبوا من خلالها شهرة واسعة في آفاق العالم، فقد كانوا شعبا محاربا مقداما في المعارك، لا يهزمهم اي شيء، يبطشون في الارض بلا رحمة، الى ان شاع ان أيٌّ من سكان الأرض لم يسلم منهم. شنوا من الحروب ما وصفت بالاكثر شراسة، و قيل فيهم إنهم غزاة اشتهروا ببسالتهم و ميلهم لسفك الدماء ولقبوا "بالشيطان المميت"، و عرفوا بدوافعهم لإقتناء للكنوز والمجوهرات النفيسة الفاخرة. كان الهدف الاساسي من تلك الغزوات والحروب هو التوسع وانتشار مملكتهم و تعزيز ثرواتهم.
اعتمد شعب الفايكنج على الزراعة و تربية المواشي و صيد الاسماك، ثم اتجهوا فيما بعد الى التجارة حيث تمكنوا من السيطرة على خط التجارة من اتجاهاته الاربعة. اشتهروا انذاك في تجارة الفضة والذهب والاحجار الكريمة والعملات النقدية وتحديدا العملات العربية، و اخيرا برعوا في تجارة الرقيق، اي تجارة البشر، حيث كانت بدايتها في الغزوات و الحروب فعملوا على اسر النساء والشبان ليتم بيعهم كعبيد في الاسواق، و بالتالي كانت هذه التجارة سببا في تسميتهم بوحوش و ذئاب البحر.
غزوات الفايكنج:
كانت بداية غزواتهم تكمن بمهاجمة جيرانهم الجنوبيين، و قد عمدوا الى الغزو بجدية عام ٨٠٠م، واتخذت الغزوات اشكالا متغايرة، و امتددت لعدة مواضع واتجاهات، ثم تغيرت من الكر والفر الى غزوات اكبر وذي طموحات اعلى.
اهم اسباب نجاح غزوات الفايكنج:
كان هناك عوامل عديدة تساعدهم في خوض المعارك و الانتصار على كل من يواجههم، فبالاضافة الى شجاعتهم و بسالتهم، فقد كان اهم هذه العوامل هو سيفهم الاستثنائي الذي استعملوه في الحروب، والذي وجد منه مئة سيف فقط، صنع من الفولاذ الصلب والنقي، كان الافضل على الاطلاق، الا ان الامر الغامض هو ان مادة الفولاذ لم يتم اكتشافها سور بعد عدة قرون من تلك الحقبة، واما العامل الثاني هو البوصلة التي كانت على شكل قرص خشبي تساعدهم على معرفة الاتجاهات من خلال اتباع ظل الشمس، واما العامل الاخير فقد كانت السفن التي تم بناؤها بتقنية عالية و متطورة، تفوق التقنيات التي كانت متوفرة حينها، فقد درسوا بشكل دقيق طول السفينة و عرضها وعمقها تبعا للوجهة التي يريدونها، واعتمادا على دراسة طبيعة المياه المبحرون فيها، كما قاموا ببناء سفن تسمح لهم بدفن الموتى عليها، فبحسب الفايكنج كان ركوب القوارب شرفا عظيما، وانها ستساعدهم على الوصول الى عالمهم الاخر، عالم الابطال الذي يقطنون فيه مع الالهة.
معلومات اخرى عن الفايكنخ:
- عمد شعب الفايكنغ الى التزلج كنوع من انواع التسلية والمتعة.
- كان النبلاء من شعب الفايكنج يعمدون الى تفتيح لون شعرهم للون الابيض المشقر، للإشارة الى انتمائهم الى فئة النبلاء.
- تمتعت النساء في عصرهم بحرية كبيرة مقارنة بالنساء الاخريات في تلك الحقبة، كما كان يحق لهم وراثة الملكية و المطالبة بالطلاق.
نهاية الفايكنج الغامضة:
تعليقات
إرسال تعليق