الامتنان للاقدار:
فصول تتغير ومواقيت تتبدل والحب على حاله لم يتغير إنما تغيرت اللهفه وتبدل الشوق إليه، وكأنها بلا مشاعر بلا حب بلا احاسيس. و في ليلة زارتا في الاحلام يشتكي روحا تآكلت من الندم، فتأثرت، ولكنها حاول الثبات فالأيام تهون بلا مشاعر. مر الكثير ولم يعد يؤثر على حالها ربما ان عاد سيعيد كل ما فات فالحب لم يتحول انما تبدلت الأحوال فقد كان عليها ان تعيش لنفسها فلا جدوى من الانتظار، بدأت الشكوك تلوح بداخلها من جديد فيما يتعلق بالعلاقة التي مرا بها، اهي حقيقة؟ هل هما روحا واحدة؟ ام انها وهم او مجرد خيال يبقيها متعلقة به حتى اجل بعيد.
حالها حال القريب الوحيد تؤمن بما لا يؤمن به أحد، وإيمانها بما تؤمن يتبدل. تتفاوت الافكار وتتغير وتغيب المعتقدات وتتجدد فيوم تنكر حالها ويوم تتسارع للمضي فيما آمنت به كي تكمل الطريق وتنجح. و فجأة أسدلت ستائر الهروب وانطفات انوار المطاردة لتفتح امامها افاق النجاح والكمال فقد غدا الكون مسرحا للتقدم للعمل للحياه وقد ايقنت اخيرا ان العشق الكبير لا يعني الهروب بقلب مليء بالشغف والجوى، وان الهوى لا يعني الإفصاح المفرط والتغني بالتضحيه، بل ان الحب الحقيقي يكمن بان ترتقي الارواح، وتتعلم ان تحب بلا قيود او شروط بلا مقابل بلا امل، وان الحب يبدا من حب الذات فمن لا يحب ذاته لا يعي يقينا بمعنى الحب الحقيقي فلا الهروب يعني الامان من المخاوف، ولا المطارده تعني القوه بل ان الانسجام بتبادل الحب هو كل الحب، وان انسجام الارواح وهيامها في المجهول حيث خلدت قصص الحب هو اسمى معاني الحب الالهي.
ممتنة هي للقدر الذي جمعها به، للمشاعر التي خاضتها للايام الثقال التي واجهتها، للقوه العظيمه التي بداخلها، للطاقه التي تحررت، للانعكاسات التي تثبت يوما بعد يوم انها غريبة مميزة في كون واسع الافاق، ممتنه هي للكون للاقدار سعيدة بالفرصه التي اتيحت لها للاقدام على فرص جديده، ممتنه للماضي التعيس، للطفوله المرهقه للخائنين الحاقدين المحيطين الذين اجمعوا على ايذائها، للاختبارات الكونيه، لليوم الذي افترقت فيه عن نصف روحها، ممتنة هي للارشادات الكونيه لروحها الجبارة التي تخططت الظروف الصعبة، لنفسها المستنزفة، لقلبها المجروح ويديها المرتجفتين، لعينيها الشاردتين، لقلبها المتالم، ممتنة انها غدقت على نفسها بالكمال بعد صراع مع الاهوال مع الاقدار مع الدهر، ممتنة للحب الذي علمها ان تخلد ذكراه، ممتنة للعشق الذي كان لها درسا، للألم الذي غير فكرها، للكآبة التي عصفت بها فبدلت حالها، ممتنة لكل ما حدث، فاتحة ذراعيها لاستقبال الخير القادم، منتظرة الوعود القدريه، منتظرة عل امل ان تنعم بالهناء، واما نسيان من تحب فلم يمر بخاطرها، وان سالتموها عن الحب، ستفيض عيناها، وتحدثكم عن قبطان يقضي اوقاته بين البواخر، وسط الامواج العاتية، وسط الأهوال و المخاطر، ستقول انه يعيش بداخلها، فهو نصف الروح وكل القلب، ملازم لها حد الخلود، فمكانه بين الاضلع مكان الروح في الجسد، ستقول لم يعد تائها غائبا في المجهول كما كان، بل بات يسري في جنباتها في دمها مع روحها حيث قدر اليه ان يكون منذ بداية الخليقة حتى نهايتها. لم تعد تمر عليها مشاعر كما السابق، لا مشاعر كمشاعر الطفوله المؤلمة، ولا لوعه كلوعه الحب، لم يعد الأيام العصيبة مكان، تراها تنظر لما اصبحت عليه، فلا تصدق انها مرت بكل ما حدث، كما انها لم تفكر يوما انها ستتصالح مع كل تلك الآلام، مع نفسها، مع حبيبها، ستسامح، وتلجأ للهدوء والسلام.
كانت الطاقات المتغيرة من الاختبارات كونية وغيرها، تؤثر عليها كثيرا، فكم من مرة حاولت الوقوف على رماد حطامها ولم تستطع كم من مرة ظنت ان السعاده على مسافة منها وكم من مرة ظنت أن نهايتها وشيكة، الا انها قاومت و عاثرت حتى تحررت من ذاتها، و بدأت تستشعر طاقات النور والحب تنبعث منها، وتود لو تنشر الخير في كل مكان وزمان. وبالفعل بدأت تتحرر من الالام الجسدية العنيفة، من جروح الروح العميقة، و من كل ما يعيق تطورها، كنفسها القديمة والتعلق المرضي. وها هي تخطو خطواتها نحو حياة جديدة تحاول معرفة رسالتها الكونية تحاول الوصول للكمال والتوازن الحقيقيان.
تعليقات
إرسال تعليق