من هم الساموراي؟
مجموعة غنية عن التعريف، شكلت الأخلاقيات التي اتبعها الشعب الياباني على مر عصور، وصولا الى يومنا هذا، هي طائفة عريقة صنعت العقيدة العسكرية، هم المحاربون النبلاء الذين عاشوا في العصور الوسطى في اليابان.
كان الساموراي في بادئ الأمر موظفون سلاح عند الاغنياء واصحاب الاملاك، وذلك من القرن التاسع الى الحادي عشر، ولكن في منتصف القرن الثاني عشر تبدلت الأحوال، وتحولت القوى السياسية من الامبراطور واتباعه الى رؤساء العشائر، وبذلك حاربت العشائر بعضها طمعا بالتوسع وازدياد الموارد والسلطة، فقامت حربا عنيفة عام 1180 اثر تلك الاحداث، واستمرت هذه الحرب خمس سنوات، حيث دار صراع بين اثنين من أكبر العشائر هما تايرا ميناموتو، كان صراعا بغية السيطرة، انتصر حينها ميناموتو على يد أشهر المحاربين ميناموتو بوتشيسون.
الديكتاتورية العسكرية:
تاسست بعد هذه الحرب مرحلة تدعى الديكتاتورية العسكرية، وتبدلت السلطة لتصبح بيد الساموراي تزامنا مع انتشار الديانة البوذية في اليابان، والتي تآلف الساموراي معها لما فيها من طقوس مماثلة لممارساتهم وقواعدهم كالتامل والانضباط وترويض النفس والجسد والايمان بالأبعاد الروحية، فعلوا منها خلفيه سياسية، وتميزوا بالشجاعة والشرف والولاء لقائدهم. كانت هذه الامور التي عاشوا عليها فإن الولاء والشرف والشجاعة والبسالة اهم عندهم من الحياة نفسها، وهي منهج اتبعوه دون كلل او ملل.
طقوس السيبوكو او انتحار الساموراي:
رفض الساموراي الهزيمة فإما القتال حتى الموت او النصر، فان غلبوا، كان الموت مصيرهم، ولكن ليس أي موت، انما الموت انتحارا بما يسمى السيبوكو، وهي عملية انتحارية مؤلمة يقدم عليها الساموراي حين يشعر بالفشل في أداء واجبه او العار والخزي، يقوم المحارب حينها بطعن نفسه ثم يتقدم احد زملائه لحز رأسه ليخصله من الالم وبذلك يكون قد تخلص من العار وحافظ على شرفه كمحارب.
وان هزم جيش الساموراي اتبعوا منهج السيبوكو واحدا تلو الآخر، وهذا كي يحافظوا على كرامتهم وشرفهم فيموتون كلهم بالتتابع. كما ان الساموراي يتصف بوفائه وولائه لقائده وسيده، فان طلب منه الموتى فلا يتردد في تنفيذ السيبوكو ايضا.
بذلة الساموراي:
وللساموراي بذلة مدججة حديدية ليس لها مثيل، وهي عبارة عن درع يغطي الجسم بأكمله، من اعلى الرأس الى اسفل القدمين، وهو مكون من أجزاء عديدة، الصدر والاذرع مع الاكتاف، و الارجل، بالإضافة إلى خوذة متميزة بحجمها الكبير والقرون التي عليها، و قناع مخيف يضيف بعض الرعب للأعداء، والثقة العالية في نفس المحارب.
برع الساموراي في صناعة الدروع والخوذات والأقنعة، حيث استخدموا في صناعتها الخشب والحديد والمعادن والجلد والحرير. يستغرق صناعة الدرع ما بين السنه والسنه والثماني شهور.
سيف الساموراي:
يبدأ تدريب الساموراي من عمر يقارب الخمس سنوات ويتدربون على ركوب الخيل واستخدام القوس والسهم والسيف عند الضرورة. يتعلم المحارب والدفاع عن نفسه في اليدين ولكن قيمته ترتكز في الفروسية والرماية وذلك حتى القرن السابع عشر حيث أصبح السيف السلاح الأهم للساموراي، وأصبح بذلك تقليد عريق وذو اهميه ثقافيه تاريخيه، يشار اليه على انه شرف الرجل، ويستغرق صنعه من أربعة لستة شهور.
في عام 1588 استطاع المحارب الكامل من السامري أن يحمل سيفين، سيف الكاتانا وهو الأطول والأساسي، واما السيف الآخر وهو تزاد شي، وهو سيف يحمل احتياطا اضافة الى خنجر اطلق عليه اسم تانتو.
انتهاء عهد الساموراي:
وفي عام 1615 انتهت فترة الدولة في الحرب بتوحيد اليابان تحت حكم تكوغا وعم السلام لمدة 250 عام، و تولى خلالها الساموراي الحكم المدني وأصبحت مبادئهم وتعاليمهم ميثاقا وسلوكا يتبعه اليابانيون في حياتهم، ورغم تخليهم عن القوة العسكرية، الا انهم استطاعوا الحفاظ على ثقافتهم المعهودة، مع بعض التغييرات بسبب الفكر البوذي الذي هيمن حينها، ومن أهم مميزات هذه المبادئ هي التقيد والالتزام بروح المحارب، وعدم الخوف من العدو، اتقان المهارات العسكرية، والحفاظ على الوقار والصدق، والالتزام بلعناية الآخرين، والتعامل بلطف، تحديدا مع كبار السن والاسرة، وتحول حينها الساموراي من محاربين عظماء الى عاملين في ظائف تجارية، وبعدها استطاعت العشائر القوية أن تسقط حكم الديكتاتوريه العسكريه نهائيا، وتستعيد الإمبراطورية، وقد ساهم الساموراي بدورهم في استعادة الإمبراطورية للحفاظ على مكانتهم المرموقة، ومنع بعدها حمل السيف لغير القوات المسلحة الوطنية.
امتداد ثقافة الساموراي:
يبقى الساموراي هم حجر الأساس الذين وضعوا اليابان على مسارها التي آلت اليه اليوم، فثقافة اليابان الحضارية ما هي إلا امتداد لثقافة وتعاليم ومبادئ الساموراي العريقة، وتبقى أفكارهم المتوارثة ثابتة في كل نفس يابانية، غير قابلة للتزعزع.
تعليقات
إرسال تعليق