Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عشقٌ يلوح في الافق 4 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط

عشقٌ يلوح في الافق 4 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط


 ليلة مع القمر:

 تائهة هي بين الظنون والشكوك، بين ظلم الأحكام التي تطلقها عليه، وبين الحب الكبير الذي يظهره لها. هي تحبه بكل ما فيها من جوارح، تخشى خسارته وتبكي ليلها آملة ان لا يتنازل عن حبها. يحاول بكل فرصة ان يلقاها ويتصل بها، ولكنها تتجنب لقياه وتتجاهل حديثه واتصالاته، ففي القلب خوف عامرٌ، لا تدري سبب خوفها، أهو خوف من تعلق قاتل بعينيه؟ ام انّ هناك سبب آخر يمنعها؟ هل تحبه حقا ام انها وجدت فيه شيئا مختلفا؟

ان القمر يكتمل الليلة ليصبح بدرا، وهي مؤمنة بانه ملهمها، فنظرت اليه من شرفتها، و امعنت التفكير واضعة يدها على فؤادها. خيّل اليها ان القمر يشبه حبيبها، جميلا منيرا متألقا، تراه فيخفق قلبها حبا و يهيم في الهوى عشقا . وقفت تحدّق بالقمر وتكلمه بصوت منخفض مرتجف، وتقول له كلمات ودّت لو يرسلها لذلك الرجل الغامض فيطمئن قلبها، قالت له معاتبة: "لما كل هذه القسوة؟ لما تحاول محاصرتي بكلام وفعل جارح؟ كيف لا اخاف منك وقد لا يعيق رحيلك شيئا؟ كيف اثق بقربك الأبدي وانت تبتعد بكل فرصة عني؟ يا ليت فرصة واحدة تؤكد صدق حبك لي، وقتها فقط ابقى بجانبك الى الابد". تساءلت كثيرا وعاتبت كثيرا، ثم بكت وذرفت الدموع عبثا، فما من احد يسمع كلامها، او يرى دموعها سوى القمر الملهم لها. وبعد موجة من الأحاديث مسحت دموعها، ووعدت نفسها بأن تهب له كل الحب إذا عاد عن قسوته، و تنازل عن كبريائه الذي يقتل كل جميل في علاقتهما. ومع اكتمال القمر، وبينما هي تشرب قهوتها، اغمضت عينيها الحزينتين، وتأملت، وتمنت لو أن للقمر قدرة على اعادة دفء اهتمامه ولهفة قلبه، ولو ان للقمر قدرة على جمعها به والبقاء على حبه للأبد، دون اي فراق او شك او سوء فهم يدخل بينهما ويعيق سعادتهما.

إنه رجل صعب، يحبها بشغف ويريد قربها ولكنه غريب، فيه الكثير من الغموض. حاول الاتصال بها مرارا ولكنها حزينة مكسورة الخاطر من أثر كلماته، فلم تُجِب. قال لها كلمات ممزوجة بالغضب و العتاب: " لِمَ لَم تتصلي بي؟ لِمَ لَم تجيبي على اتصالاتي؟…" و أسئلة كثيرة أخرى متفرقة، تخفي خلفها معان كثيرة، وكأنه يتهمها بالتلاعب بمشاعره، و كأنه نسي كلماته الجارحة وغياباته المبهمة، أو كأنه غير مكترث بظروفها التي تختلف عن ظروفه، وتجعلها مجبرة على التفكير بخطواتها تفكيرا مضاعفا قبل الاقدام عليها.

في قلب هذه الشابة رقة وعشق كبير ولكنها عزيزة النفس، كبرياؤها قاتل، تخفي دموعها خلف الابتسامات، وتهرب من ألمها وتكابر على جراحها. تخاف من هذا الحب، من استغلاله لقلبها والتلاعب بمشاعرها، هي شابة مازالت البراءة تلوح في عينيها، تخاف على قلبها من فرط سذاجته، فقلبها كالطفل الصغير لا يميّز الكاذب المخادع من الصادق المخلص؛ فرغم تيقّنها بصدق حبيبها وثقتها الكبيرة به وبحبه، الا ان الأيام التي عاشتها قبله كفيلة ان تدخلها في سجون الخوف وتأسرها خلف قضبان من التشتت. و يبدو انه يعيش في الشكوك و الظنون نفسها فهو ايضا يتهمها بالتلاعب بقلبه، فهل هذا الخوف نابع من العدم؟ من حب كبير يخشى أحدهما ان يعيشه من طرف واحد؟  أم ان هذا الرجل يتلاعب بقلبها، فظن انها تفعل مثل فعله؟ إنّ الاحتمال الاكبر أنهما يخشيان من تلك الأحاسيس الفائضة في قلبيهما. ان هذين الحبيبين معذورين على هذا الظن، ولو أنه ظن جارح، فمن منا يستطيع عيش مشاعر بهذه القسوة، وتحمّل عوائق وتقلبات كثيرة غير محب عاشق لا يعرف الاستسلام؟

إن أحدا لا يعرف ما في قلب الآخر، ولكن لو فيهما أحد مخادع لأفقده الصبر لذة خداعه، وجعله يملّ من تكرار محاولة التمسك بسراب مبهم، فهذا العشق الكبير ما هو إلا فيض من الأحاسيس التي تصل قلبيهما ببعضهما، وما هي الا املا يعيش عليه الحبيبين بغية لقاء قريب. ان هذه الشابة العنيدة لا تريد محادثته وهدم كبريائها، فقد شعرت بالاسى الشديد، و دخلت في حالة من الانعزال والشرود واللا مبالاة، غير مكترثة لما يحصل حولها، ورغم الحزن العميق بداخلها الا انها تريد احتضانه والبكاء بين يديه، و معاتبة قلبه الذي يسمح له بالقسوة عليها وتجريحها بأسوأ العبارات. ان هذه الشابة تعلم انه غير متعمد لما يقول، ولكن انفعالاته وكلماته الموجعة ما هي الا لهفةً تغمر قلبه من عشق لا يصل اليه رغم محاولاته الكثيرة،  وتعلم ان غضبه وقسوته نتيجة خوفها الدائم و ترددها المستمر، وتسرعها باتخاذ القرارات ثم العودة عنها، مما يعكّر صفو علاقتهما ويدخل الشك الى قلبه.  

هل عليها الإعراض عن ما بدر منه و الحديث اليه؟ وان قامت بارسال اشواقها اليه، هل يعيد الوصل؟ ام انه لن يسامحها بعد اخر رسالة صدرت منها؟ هذه الرسالة التي كانت تحمل بين كلماتها شيئا من الكرامة والكبرياء، قد ارسلتها قائلة: " لا تنتظر منّي أن أقابلك الا بعد ان أصبح قوية مثلك وربما اقوى، كي لا تراني اقل منك شأنا، او تُسمعني من الكلمات اشدّها". قالت هذه الكلمات تعقيبا على قساوة قول لم تستطع  نسيانه، قولٌ خدش كبريائها، وكسر شيئا في نفسها. 

قد مر الكثير من الوقت، مرّ عام واكثر من عام، اياما وشهورا مضت، وها قد انقضى من الفصول صيفين وبدأ الخريف، والحال واحد، ومازال القلب مترقبٌ، ومازال العشق يلوح في الافق منتظرا. تقلبات متعبة صعبة فرضت نفسها بين قلبين لا يبصران النور، فهل تتساقط أوراق القلب في خريف الحب؟ هل يبقي للأمل أملا؟ أم ان الامل ايضا يتساقط في فصل الخريف؟ 

👉رجوع - المزيد👈


تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع