Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عشقٌ يلوح في الافق 45 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط

 


عشقٌ يلوح في الافق 45 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط




كارما:

ومرت بضعة أسابيع، وهي تحاول الخروج من وحدتها، وتخطي كل ما حدث، كانت تشغل وقتها لتنسى ما مر عليها، الا انها ومهما جاهدت للنسيان، تجده يسكن روحها، وكأنه يرافقها أينما ذهبت، حتى فقدت الامل من تخطيه، فقررت ان تتقبل وجوده في اعماقها، وان تكتفي به روحا بين اضلعها.

دائما ما كان يمر في خاطرها ان ما بدر منه ما هو الا عدالة من السماء، وانه ليس بمذنب، وانها من سمحت له بالتلاعب بها، فهي من وضعت نفسها في مثل هذا الموضع،  حتى بات حبها الكبير لعنة ترافقها اينما حلّت، و ربما ستبقى معها حتى النهاية. اصبحت تعيش منتظرة عقاب الدهر لها، و تفكر لو كان حبيبها منصفا لما جعلها تخوض مشاعر الخوف من الأقدار، وما ترك لها الندم ذكرى، وما كان لها ذنبا لا تغفره لنفسها. 

تنظر اليها فتراها مبعثرة، تحاول لملمت نفسها، و المضي بعيدا عنه، الكثير من الحكايات تكاد تظهر على شفاهها، تريد الكلام، والبوح بكل ما جرى، وكل ما عصف بروحها، تريد ان تريح قلبها من ألم فاض به، وان تلوم نفسها باكية أيام كان همها الوحيد فيها انها وحيدة. 

ان الذنب لم يكن ذنبها وحدها، الا انها لا تلقي اللوم على احد غير نفسها، وقلبها الذي احب قلبا كقلبه. ورغم كل الاحاسيس التي جعلها تخوضها، الا انه كان يلازمها، كانت ترى عينيه، وتسمع صوته، وكأنه لم يغب عنها، حتى انها كانت متأكدة انها ليست النهاية، وانه سيعود لقلبها مهما حاول الابتعاد. وفي يوم حلمت به حلما لم يكن كسائرالاحلام، كان حلما غير مفهوما، رأته منهكا تعبا، فظنت انها تحلم به لانه يشغل بالها، وتتوق لحديثه ولكنها ثابتة على موقفها، للحفاظ على ما تبقى من كرامتها.  

كانت تشعر بشيء غريب، بآلام في جسدها غير مبررة، في مواضع دون غيرها، وكان الالم الاكبر في كتفها الايمن تحديدا، فغلب ظنها ان السبب وراء تلك الآلام هي حالتها النفسية المرهقة، فقررت ان تبدأ من جديد حياتها وكأن شيئا ام يكن، وبالفعل عادت للحياة، وعادة البسمة، وعادت لنفسها، و اتخذت قرارا بأن يبقى حبه في القلب ذكرى جميلة تعينها على البقاء، كي لا تعيد ذكرى جرحه لها. 

و في يوم كانت مجتمعة مع الاصدقاء و قد بدت عليها السعادة، و لكن قلبها ابى الابتسام، و روحها رفضت الانصياع للنسيان، و هامت حزينة بين الافاق تبحث عنه، وكأنها كلما وجدت الراحة، تكون روحها بالمرصاد. فأغمضت عينيها التواصل مع اعماقها و فهم ما يجول بقلبها، فخاضت احاديثا مع تلك الروح المتمردة وقالت:" ايا نفس الا تريدين الراحة؟ ام ان لك في الشقاء ملاذ؟ تعلمين انه يحبك، وسيعود طالبا قربك، ولكنني سأبقى في معزل عن حبه، وان كان الثمن قلبي، اعلم ان  موعد حديثه قريب، واعلم ان الروح للروح ترغب، ولكني يا نفسي، يعز علي ان اضحي بما تبقى منك، فهو لا يدرك كم ان روحه لك تنتمي، لذا سأبقى ثابتة حتى يذكر ان حبك مكتوب عليه منذ الازل، ولا مهربا منك الا اليك."

 وبينما هي تتحدث مع نفسها، وصلتها رسالة، فتحت عينيها، وهي تعلم انها رسالة منه: 

-مرحبا

-مرحبا

-الم تعلمي انني كنت ضحية حادث؟ 

-كلا لم اعلم، كيف حدث ذلك؟ ومتى!؟ وكيف حالك الآن؟

اخذ قلبها يخفق خوفا، وكأنه انتفض ذرعا،  وقد بدى عليها التوتر والخوف الشديد، ثم اخذتها  الافكار لتظن تارة انه يكذب ويتلاعب، فيستعطف قلبها، فيغلبها حنينها، وتارة تشك في ان الامر لا  يستحق كل الهلع الذي شعرت به، غير انها انتظرت جوابه، فرد عليها قائلا:

-لقد اصدمت بسيارة بينما كنت اقود دراجتي النارية، فارتطمت ارضا حيث كسر كتفي، وتضررت كثيرا، حتى انه اجري لي عملية جراحية في ركبتي، وأنا الآن مستلق في الفراش لا أقوى على النهوض.

وأرفق كلماته بصورة لركبته المتضررة، و فيديو مسجل للحادث كانت قد التقطته كاميرات المراقبة الموجودة في ذلك مكان، فكاد يغشى عليها من خشيتها عليه، و بدى التوتر واضحا على وجهها، ارادت ان تكون الى جانبه، ولكنها لا تستطيع، و اخذ جميع من حولها يتساءل عن سبب تغير حالتها فجأة و لكنها اكتفت بالصمت. تراها حزينة لأنها بعيدة عنه لا تقوى على الاطمئنان على صحته، او الاهتمام به، فالصدفة تلعب دورها باستمرار في هذه الحكاية الغريبة، فقد تزامن الحادث مع زيارة بعض الاقارب لها، واقامتهم عندها مدة من الزمن، أما الآن فهي في حيرة من امرها، اتذهب لزيارته، ام ان احدا غيرها بجواره، ام ان الوقت ليس مناسبا لخروجها من المنزل.

شاهدت تسجيل الفيديو عدة مرات، و قد لفتها ان سائق السيارة قد فر هاربا بعد ان اصطدم به، فسألته:

-وكأنني ارى ان من اصطدم بك قد مضى في طريقه دون ان ينظر خلفه؟

-نعم، ولكنني سأعلم من هو وأحضرهكي ينال ما يستحق! وانت تعلمين انني استطيع ذلك!

كانت كلماته تحمل حنقا و حقدا، و كأنه يريد الانتقام لنفسه اشد انتقاما، هي تعلم انه قوي للحد الذي يهابه الجميع، و لا يغفل جفنه حتى يحقق مراده، فان اراد شيئا يفعله مهما صعب امره، ولكنها لم تناقشه في هذا الموضوع، فربما ان برد قلبه، و اختفى المه عرض عن الانتقام.

واخذت تراسله كل يوم للاطمئنان عليه، دون ان تشعره بلهفتها و خوفها، حتى بدأ يحدثها وكأنه لم ينفصل عنها، ولكنها ابت ان يستغل حادثته للتأثير عليها، فإن شيئا لن يعيد ثقتها به، وأثناء حديثه، اختارت الصمت، وتحفظت عن التودد إليه، فلم تجب على رسائله كي لا تجرحه او تحزنه في مثل هذا الوقت العصيب، ولانها ترى ان الوقت غير مناسب للكلام في اي امر غير وضعه الصحي، ولكنه ثار غضبا من صمتها، و ارسل اليها في اليوم التالي قائلا: "لم تجيبي! ستظلي بالغباء الذي عهدتك عليه! سأخرجك من حياتي و لن ارسل اليك اي رسائل بعد الآن! الى اللقاء ايتها الغبية!"

لم تجب ايضا على هذه الرسالة، ولم تفكر للحظة بالرد على مثل هذه الكلمات الجارحة، فهو في وضع حرج، و من غير اللائق ان ترد الإساءة بالإساءة، الشيء الوحيد الذي تود لو تخبره به، انها خافت على كبرياءه من كلمات قد تؤذيه او تحزنه، و من عتاب ليس فيه جدوى الان، تود لو تحبره انها ليست بالغبية او المريضة النفسية، بل اختارت الصمت خوفا على مشاعره، غير انه صدمها من جديد و لم يتوانى لحظة عن كسر خاطرها. الا يرق قلبه عليها قبل التفوه بكلمات كحد السيف وطؤها على فؤادها؟ ام انه يظن انها متاحة للاستهزاء و التجريح؟ 

ربما يتساءل احدكم عن نهاية هذه القصة، الا ان نهايتها مرتبطة بنهاية الحب، ما زالت تشعر انه سيعود اليها وان طال الزمان، فعسى ان يعود قبل ان تنهيها المخاوف، مخاوف مواجهة الايام بخطيئة كهذه، وعسى ان يكون معها حين يدور الزمان وتلقى مصيرها. 

👉رجوع - المزيد 👈

تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع