Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عشقٌ يلوح في الافق 46 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط


عشقٌ يلوح في الافق 46 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط


حب من زمن آخر:

لا تزال تائهة بين الحقائق و الاكاذيب، تحاول ان تعيد ما حصل معها، غير مصدقة انها اقدمت على كل ما فعلته، و كأن ما عاشته كان كابوسا من حقائق، لا تعلم متى يعود به الدهر عليها بانتقامه، وكأنها تلقي باللوم على نفسها، بعد ان هُيّأ لها انه يتهرب من حبها. تعاني من الارق والخوف، تلازمها الكوابيس، و يفزعها اي صوت او حركة غير متوقعة، و كأنها تظن ان الكارما ستعود عليها مثلما عادت على حبيبها، كارما الزوج الظالم، فرغم ظلمه واهماله لها ولحبها، ورغم الكثير من القسوة التي عاشت في ظلها، الا انها تخاف الاقدار، وتخاف من كونها قد اخطأت في حق احدهم يوما و ان كان زوجها، ففكرة ان تتربص لك الايام، هي اسوء فكرة قد تمر على الانسان، فإنك قد تشعر بنوايا من حولك تجاهك، و قد يخبرك حدسك العالي عما يجول في خاطرهم، الا ان الدهر قد ينزل بك عقابا غير متوقع، دون سابق انذار او معرفة، فقط يكتفي بحدث -ربما بسيط- غير انه قد يهز كيانك، او يدمر عافيتك، و يقضي على صحتك النفسية او الجسدية، و قد يسلب منك اي جميل  تخاف عليه او تتمسك به.

تمر عليها من الليالي اوحشها، تخاف النوم، وتريده سبيلا للنسيان، تخاف الظلام وتختبئ تحت النجوم، تتمنى الرحيل للابد ولكنها تخاف الموت، تشتاق لذاتها النقي، لروحها العذبة المفعمة بالحياة، تود لو يكون للماء قدرة على غسل ايام من سنين، و لو ان للنجوم قدرة على ان تنير عتمة قلبها الذي ضاق تلاعبا، لم يخيل لها يوما انها و ببساطة ستكون دمية تحركها الاقدار، وكأن لا سلطة لها على نفسها، احقيقة ان ما يمر بنا مقدر؟ ام اننا نعبث في حياتنا تحت مسمى اقدار كونية؟ 

اعدل ان تمر بها ايام ليست بحقيقة ولا هي بسراب؟ لا تعرف ان كانت تحلم ام انها تعيش واقعا؟  ترى مصيرها في الاحلام، و تدرك وقائع مزيفة، تعيش الصواب ظنا منها انها تعقل، ثم تندم وكأنها كانت غافلة، غافلة عن الحق الذي عاشت عمرا تناشد لاجله، غافلة عن الخير الذي سارت تنشره، عن السلام الداخلي الذي تمنته، حتى تكتشف في لحظة انها لم تعد هي، انها خسرت نفسها، وضلت في طريق لا يشبهها، وباتت تنظر نفسها في المرآة على انها مذنبة، تستحق اشد العذاب، وان ما يصدر منه من كلام مؤسف ما هو الا تكفير لذنب ارتكبته تحت مسمى الحب، فربما لو كان حبا لهانت الاخطاء، ولكن ما يراودها من شعور بانه تم التلاعب بها يجعل من الندم علّة تكبر بداخلها لتكون سببا في نهايتها.

ورغم خوفها، و قلقها، رغم خيبتها الكبيرة، الا انها كالعادة تفكر به، و تود لو تطمئن عليه، و تود لو تسأل عن احواله. يعز عليها نفسها، ويعز عليها ان يكون تعبا، ولكن الحديث بات موجعا، يؤلم الكبرياء، و يحزن خاطرها، فعسى ان يكون بخير، وعسى ان يعلم انها تنتظر منه اشارة على انه اصبح بخير، وعسى ان يعلم انها احبته رغم كل شيء، وان محاولات النسيان جميعها تبوء بالفشل.

لم تعد تنتظر عودته، لم تعد تتوق لحديثه، بل كل ما تريده ان يكون بخير، و ان تنعم الحياة عليها بفرصة اخيرة، تعيد فيها اصلاح ذاتها، والعيش بسلام دون حب ينهك القلب، ثم يتلاشى، ودون توأم قد جار على نصف روحه بعذاب يفوق الاحتمال، غير مراعٍ هيام نفسه في الافاق البعيدة باحثة عن مرسى لعشق غلب التوقعات، ومضى بين العقبات والاشجان، من ازل بعيد منهك، حتى يدرك نهايته السعيدة، ربما هذه النهاية لن تكون الان، و ربما غير مقدرة ان تكتب في هذا الزمان، ولكنها ستكتب وان كانت في حياة اخرى. 

👈  رجوع- المزيد👉

تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع