Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عشقٌ يلوح في الافق 50 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط


عشقٌ يلوح في الافق 50 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط


وقت المغيب:

و بعد عدة ايام، تخلت عن قهوتها الصباحية، وخرجت من  عالمها الهادئ و من هالة الامان التي تحيط بها و التي الطالما بنتها لنفسها،  توقفت عن ممارسة هواياتها، فأعرضت عن الرسم والنثر و تجربة كل ما يحاكي العقل و الجمال، حتى انها عدلت عن حبها للقمر و أحاديث الليل  الطويلة، و عن خيال كان يأخذها الى البعيد البعيد ثم يعيدها الى الواقع. لجأت لضجيج النهار حيث ترمي بذكراها  بين الزحام علها تضيع او تتلاشى، باتت تحب الحفلات و الاجتماعات، و اخذت في في تجربة اشياء جديدة كالرقص و الغناء و التدخين، في محاولة منها للفرار من حبه، ولكنها فشلت.  واما الآن فقد اصبحت تستيقظ  باكرا مع شروق الشمس، باحثة عن نورها الذي غاب، باحثة عن نفس جديدة، ولكنها على يقين ان لا نفس افضل من نفسها القديمة، نفسها التي كانت تملؤها الطهارة والنقاء، نفسها التي كانت تنعم بروح طفولية بريئة.

و في يوم كانت ترقص و تغني لساعات طويلة، و ضج المنزل باصداء الضحكات التي علت و بصوتها الصاخب المزعج، حتى مر عليها طيف تكاد تشعر به، فتوقفت للحظة و نظرت حولها، لتستشعر روحه تقف الى جانب الحائط تنظر اليها حائرة في امرها، فابتسمت بسخرية، بينما اقترب طيفه منها، و كأنه يحدق بها مشتاق لرؤيتها، فقالت له: اذهب ارجوك، اخرج من هنا، لا تذكرني مجددا ولا تحبني، اريد المضي بسلام بدونك، اخرج ارجوك ولا تعود، اخرج من منزلي و من قلبي و من حياتي، اني اكرهك بشدة."

تلاشى وجوده، و لم تستطع نفسير ما حدث، الا ان زيارته لها، جعلتها تعيد النظر فيما تفعل، وتعيدها الى رشدها،  والى حياتها. متمسكة هي بقرارها بالسير دونه كأنها لم تلتقي به يوما او تحبه، و عاهدت نفسها على نسيانه، و العودة لما عهدته سابقا، و الهرب منه، وعزل روحها عنه، عسى ان تحميها من عشق محرم موجع. 

اما الآن فهي لا  تريد سوى السلام، تود العيش براحة بال وصفاء، فهي تستحق بعض الحب من المحيطين، و بعض الامان من عائلتها، ليتها تستطيع التكفير عن زلة غير مقصودة، فيكفيها ان تعيش في معزل عن وحوش العالم الذين يبحثون عن فريسة بريئة مثلها، و ان تعود لوحدتها التي لطالما كانت لها احتواءا. لا بأس، الجميع معرض للخطأ ولكن العدول عنه يكون بمثابة انجاز.

قررت الان ان تتصل به لتأخذ منه وعدا ان لا يعود ابدا، و ان ينسى انه عرفها يوما او احبها، فلا يعود للحديث اليها، ولا يشتاقها، وان تخبره انها تود البدء بحياة جديدة بعيدة عنه، بعيدة عن الاحزان و الترقب، خالية من المخاوف و الزلات، تريد الرجوع الى حيث كانت، الى ايمانها و امانها، الى الاحتواء الذي كان يحيط بها، الى اشيائها التي كادت ان تخسرها، والى حياة تحبها رغم قساوتها.

فليشهد العالم على انها قصة حقيقية، و ليذكروا دوما ان ما يبدأ خطأ، ينتهي بوجع و إذلال مؤلم، و يمد صاحبه بالعذاب، و مهما كان ما يجمع بين القلبين صادقا نقيا، ومهما تحققت الاساطير بين الارواح، يبقى الذنب ذنبا، ويبقى الندم رفيق الخطيئة، يشعل في القلب و يحرق النفس. عليكم معرفة ان ليس كل توام شعلة ينتهي بهم المطاف بحياة ابدية سعيدة، فقد تنتهي قصتهم مع انتهاء صحوتهن الروحية، و ان حدث ان تباعد هذا التوامد تبقى الروح واحدة لا تفترق، واما السعادة فلم تخلق لتعيش بين حب محرم، او عشق ممنوع، فما بال روحين كتب عليهما ان تلوحان بين الافاق البعيدة بلا مرسى، تناشد اللقاء في المجهول، على امل ان تلقى الهناء و الصفاء، واي هناء في حياة ليست كالحياة، واي صفاء يذكر وانت تهيم في الافاق البعيدة روحا معذبة تائهة بين السحاب و النجوم و خلف البحار بالقرب الشمس وقت المغيب.

👈  رجوعالمزيد 👉

تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع