كلمة الحق:
لم اذكر انني احتجت يوما الى ما يسمى بالسند، ولم اعرف يوما ان اتكئ على ابي، ولا ان القي بحملي على امي، ولا ان يكون لي نصيرا بين الناس، فقد عشت الحياة بمفردي، لم اطلب مساعدة احد في حل أي عائق كان يواجهني، و لم اخبر يوما احد بما مر علي من محن، و لم أستعن بأي قريب كي يكون عونا لي، لم اعرف معنى ان اعرض عن الحق، فلطالما تكلمت بلساني، و دافعت عن مبادئي، و تمسكت بأفكاري، و لطالما خضعت معاركا مع من اشعر به تلاعبا، وكم هان علي ان اتخطى الكثير من الاذى، ولم يهن في ذهني مرة ان اتخطى كذبة او قولا جاهلا، فإن ما يهدد صفاء بالي هو الحديث مع انسان يعيش في الوهم، حيث الاكاذيب والجهالة، والاختباء خلف الاقنعة.
الشجاعة صبر ساعة:
يعز علي ان ارى من الناس من يخاف مواجهة الحقيقة، او من يحاول سلب تعاطف المحيطين في محاولة منه ان يلعب دور الضحية، او اولئك الذي تواجههم بما فعلوا فينكرون و يسرعون نحو اقنعه المثالية، التي يعيشون خلفها. ان الإنسان ليس بمعصوم عن الخطأ، وان قول الحق و الاعتذار عما بدر منك ليس بالشيء السيء، بينما الاختباء و افتعال الفتن والتلاعب امر مهين لفاعله، فإني ارى في الكذب سوءا مضاعفا، وإن الكذب اولى خطوات الشر، وانه اشد انواع الظلم، ظلم النفس وظلم الآخرين، فإن التلاعب يبدأ بكذبة، وان الثقة تتلاشى بكذبة، وان العلاقات تنهار بعد غياب الثقة، وان الفتن كثيرا ما تبدأ بكذبة، لذا فإن الكذب جريمة في حق انفسنا، و قول الحق لا يعني ان اتفوه بكل ما اعرف عن الاخرين او ما يمر علي من مواقف، بل ان الصدق يكمن في قول الحقيقة نصرةً للخير.
ان قول الحق، او الصمود في وجه الظلم ليس بالامر السهل، انما يحتاج بعض الشجاعة والقوة، وكي تكون قويا حكيما تحتاج بعض الصبر، و كما قال عنترة بن شداد "الشجاعة صبر ساعة"، فاصبر على المحن، واصبر على موقفك، ولا تبدي استياءا من صبر فاض به قلبك، ولا تتهاون في قول كلمة اسمها الحق، و دل الناس على طريق الصدق، خير لهم من ان توافقهم على شر تصرفاتهم.
اشباه الرجال:
اواجه هذه الفترة مشكلة، مشكلة متفشية، رغم انني لم اعهدها في ذاتي او بمن حولي من الرجال والنساء، وهي اني بت ارى مثالا عن رجل تسوده لحية سوداء، يدعي انصافه للحق، غير انه يفتن بين الناس سرا، فإن حدث من المواقف ان قيل له كلمة لم تعجبه، هرع الى عائلته يخبرهم كي يكونوا له سندا، سندا امام كلمة كان بالامكان ان يكون لها مجيبا، ولكنه مدرك انه مخطئ و انه للتلاعب نصيرا، فغلب عليه نزعته الطفولية و اختبأ خلف والديه يدعي تعرضه للظلم، كيف يكن هذا الشخص مصدر ثقة لمن حوله؟ احقا هناك الكثير من الرجال من يفعل ذلك في هذا الزمان؟ وهل هم رجالا ام انهم مصنفين لا اكثر؟ ايخاف الرجل ان يقول كلمته في حضرة الحق؟ ام يخاف من مواجهة صادق وخاصة ان كانت تلك الصادقة انثى، ام انه يهاب الصادقين لانهم يعكسون حقيقته السيئة، اتظن ايها الرجل انك امين و محق فقط لكونك رجلا؟ ان الزمان عهد من الرجال من كان معلقا بكلمته، فإن كذب وتلاعب، او خاف وهرب ولم يكن للشجاعة عنوان، جلب العار لنفسه، وتجنبه الكثير من الناس، وان صدق سرا و جهرا كان خير جليس وخير رفيق، فما بالك اليوم من رجل يهاب كلمة قيلت في موضعها، موضع الحق.
تعليقات
إرسال تعليق