Google Search Central Blog

...
...

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عشقٌ يلوح في الافق 22 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط

عشقٌ يلوح في الافق 22 - قصة واقعية عن توأم الشعلة، و الحب القدري الغير مشروط

شوقٌ عاتٍ:

 و مرّ الكثير من الوقت، لا ادري بالتحديد عدد الأيام والشهور، كل ما اعرفه انها كانت تنتظر، ولا شيء تغير في واقعها، سوى نبضات قلبها التي تزداد عشقا، تترقب منه مكالمة أو رسالة، وتنتظر أن يطرق بابها كما طرقه في منامها. 

عاصفة قوية هبّت، والبرد قارس، ولا يجول بخاطرها سوى حبيبها الذي يعمل وسط البحر، فاضطرب قلبها خوفا عليه من رياح عاتية، أو من زمهرير يلحق به الاذى، امسكت بهاتفها تريد السؤال عنه، ولكنها تخشى كلماته، وتخشى ردوده، فأعرضت من جديد. و في الصباح استيقظت منزعجة على ضجيج بالقرب من منزلها، فنظرت لهاتفها لتعرف كم الساعة، فوجدت رسالة، كأنه إسمه وكأنه يقول "كيف الحال!" لم تصدق عينيها، ففي البداية ظنّت انّها تحلم، ولكنها سرعان كتبت له جوابا فهي لا تحب أن تُطيل انتظاره، فقالت:

-بخير وانت؟

-بخير، اردت الاطمئنان عنك، رغم انك لم تسألي عن أحوالي يوما!

-كنت اود السؤال، ولكنني دائما ما اخاف ان ازعجك.

-إن ما تقولين ليس بحجة!

-أهكذا تظن؟

-كان عليك السؤال!

هل هو مشتاق، ويحاول إخفاء ما يشعر به! لا احد يعرف، فهو ما زال يحتفظ بغموضه، وما زال يختبئ خلف أحاسيسه، الشئ الوحيد المؤكد في هذه القصة، أن ما يجمعهما أكبر من الحب، فما بينهما هو انجذاب لروحين مرتبطتين أشد الارتباط بعشق و مشاعر مرهفة،  وحلّ الليل، وهي تحاول التركيز في حياتها واستجماع نفسها المبعثرة بعد نهار طويل من الأفكار المتناقضة، أرسل إليها من جديد قائلا: 

-كيف كان البُعد عني؟

-مثل كل مرّة! وانت؟

-كنت أفكر بكِ دائماً، في كل ثانية!

-حقا!

-اشتقت اليكِ!!

رغم حبها الكبير وانشغال خاطرها به، إلا أنه حين يحدّثها، تشعر بروحها تتبعثر وتتلعثم، ولا تدري أين الصواب، فكم توّد أن تخبره بعشقها الذي يلوح في الآفاق منتظرا،  بانشغال فؤادها بحاله، غير انها تخاف قربه، وتخاف ان يتلاعب بمشاعرها، ويتركها من جديد اسيرة للاشجان، فلم تجب، او ربما أجابت بكلمات بعيدة عن الاشواق، و بعد وقت قصير عاد ليقول لها:" ارسلي الي برسالة غدا صباحا، حين تكونين بمفردك."

وما لبثت ان اشرقت الشمس حتى استيقظت وارسلت اليه تسأل عن حاله، وبعدها بقليل، قالت:

-هل كنت تريد قول شيء مهم لي؟

-اشتقت اليك، هكذا فقط، اشتقت لسماع صوتك!

-انا ايضا اشتقت اليك!

-هل يمكنني رؤيتك!

-لا أظن!

خفق قلبها خوفا، هل كل ما أراده من حديثه اليها هو ان يراها؟ وهل يريد ان يراها لشيء شرير في نفسه؟ ام ان الشوق يبعثر ثباته في حبّها؟ أبت ان تراه، وخافت من خسارته وانتهت العاصفة، و هدأت أمواج البحر التي لطالما كانت رسولا لهذا الحب الكبير. ومرّت بضع أيام على آخر حديث، حتّى ارادت الاقدار ان تكون عاصفة أخرى، وكأن الاقدار تعلم ان لقلبها نصيب كبير من الخوف والقلق على حبيبها، وكأنها الوسيلة الوحيدة للحديث بينهما، فإنقضى يومين على العاصفة، وخاطرها المنهك يلّح عليها بالسؤال عنه، حتى اتخذت هذا القرار، و في اليوم الثالث، وقالت:

-كيف حالك، في ظل هذا البرد القارس؟ 

-بخير، وانت؟

-مشغولة البال عليك، فالطقس بارد جدا، فكيف هو في وسط البحر بين الرياح والامواج!

-الكثير الكثير من الصقيع.

تعرف انه قوي ذو همّة عالية، وتعلم انه جبار رغم كل الظروف، ولكنها أرادت ان تطمئن عليه، وان تجعل لنفسه أمانة، وهي الانتباه عليها، فكل ما تريده منه، ان يكون بخير. وكالعادة، لم تقل الكثير من ما يجول في ذهنها، ولم ترد ان تطل الحديث، ولكنها ايضا مشتاقة لسماع صوته، فسألته: أمشغول انت؟ فلم يجب مباشرة، وجاء جوابه متأخر لساعات، فقال:

-لقد كنت نائما! هل تودين قول شيء! 

-لا شيء مهم!

-لماذا اشعر دائما انك لا تثقين بي! او انك تفعلين عكس ما أحب أن يكون! 

-أكل ما يحدث ولا اثق بك! يبدو انك انت من لا يثق بحبي! 

-بل انا اثق بك، وأحبكِ جدا!

-وانا ايضا، احبك!

👉رجوع - المزيد 👈


تعليقات

💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News

تابعنا على أخبار جوجل

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
تابعنا على Google News
💜 ⬇️ لا تنسوا الاشتراك ليصلكم كل جديد ⬇️ 💜 تابعنا على Google News
التنقل السريع